يواصل الدرهم الإماراتي أداءه القوي والمحافظ على استقراره التاريخي أمام الدولار الأمريكي، في ظل ظروف مالية ومصرفية عالمية تتسم بعدم اليقين وتذبذبات متواصلة في أسعار العملات الرئيسية الأخرى. هذا الاستقرار الملفت يأتي تزامنًا مع استمرارية دولة الإمارات في تبني سياسة ربط العملة بالدولار منذ أكثر من ربع قرن، وهو ما أصبح علامة فارقة في أجواء الاقتصاد الخليجي المتغير.
سعر الدرهم الإماراتي اليوم: مشهد من الثبات
خلال تداولات اليوم الخميس 4 سبتمبر 2025، استقر سعر الدرهم الإماراتي أمام الدولار الأمريكي عند 3.6725 درهم للدولار، وهو السعر الرسمي الذي تعتمده المصارف الإماراتية ولم يشهد أي تغيير منذ سنوات. في الأسواق العالمية، تتذبذب أسعار العملات تحت ضغط القرارات الاقتصادية العالمية، إلا أن الدرهم أثبت صلابته بفضل سياسة ربط العملة، وهو ما يجعل أي تحركات لسعره مقابل الدولار هامشية للغاية وتكاد لا تُلحظ لدى العُموم.
في البنوك المصرية التي تتعامل مع الدرهم الإماراتي، يُسجَّل سعر الدرهم كتالي:
البنك المركزي المصري: 13.20 جنيه للشراء، 13.24 جنيه للبيع.
بنك القاهرة: 13.20 جنيه للشراء، 13.24 جنيه للبيع.
بنك مصر: 13.20 جنيه للشراء، 13.24 جنيه للبيع.
المصرف المتحد: بين 12.94 جنيه للشراء و13.24 جنيه للبيع.
بنك الكويت الوطني NBK: 13.08 جنيه للشراء و13.31 جنيه للبيع.
لماذا يظل الدرهم الإماراتي مستقرًا أمام الدولار؟
يُعد ربط الدرهم بالدولار سياسة راسخة منذ عام 1997؛ حيث يحدد المصرف المركزي الإماراتي السعر الرسمي عند 3.6725 درهم مقابل دولار واحد. هذه السياسة النقدية هي حجر الزاوية في حماية الاقتصاد الإماراتي من التقلبات الخارجية، وعززت ثقة المستثمرين ونشاط الأسواق المالية، إضافةً إلى أنها وفرت بيئة مستقرة لحركة التجارة والاستثمارات الإقليمية والدولية.
كيف يؤثر استقرار الدولار والدرهم على التحويلات والتجارة؟
استقرار سعر الصرف بين الدرهم والدولار يسهل ويقلل تكاليف التحويلات التجارية والمالية الدولية، حيث إن الإمارات مركز مالي وتجاري محوري يربط بين الشرق والغرب.
الاستقرار يُجنب الشركات والمستثمرين في الإمارات مخاطر تقلبات العملات، سواء في الاستيراد أو التصدير أو الاستثمارات الأجنبية.
الأسواق المحلية تشهد تحركًا نشطًا للدرهم في التحويلات الخارجية، خاصة من وإلى دول الجوار والأسواق الآسيوية والأوروبية.
توقعات واستشراف المستقبل: هل يمكن أن يتغير المشهد؟
لسنوات طويلة، لم تشهد الأسواق المالية في الإمارات أي محاولات لفك ربط الدرهم بالدولار، إلا أن بعض التحديات العالمية مثل تقلبات أسعار النفط أو الأزمات الاقتصادية الكبرى تبقى عوامل مراقبة عن كثب دون أي مؤشرات رسمية لتغيير النظام الحالي.
تشير معظم التقديرات المالية إلى استمرار الاستقرار طوال عام 2025 وحتى نهايته، مع احتمالية حدوث تذبذبات طفيفة نتيجة تغيرات محتملة في أسعار الفائدة الأمريكية أو تطورات اقتصادية دولية مفاجئة، إلا أن تأثيرها غالبًا يكون محدودًا بسبب قوة الاحتياطي النقدي وخبرة المصرف المركزي الإماراتي في إدارة السوق.
كلمة أخيرة
يظل الدرهم الإماراتي اليوم عنوانًا قويًا للاستقرار في منطقة تشتهر بتغيرات الأسواق والعملات. في الوقت الذي يتطلع فيه العالم إلى فترة قد تشهد ركودًا أو حتى هزات واسعة في العملة الأمريكية، ينجح الدرهم—بفضل سياسات الربط والثقة بالمصرف المركزي الإماراتي—في فرض هدوء نقدي نادر. يظل المتابعون والمحللون في حالة ترقب: هل سيبقى الدرهم صامدًا في وجه عواصف الأسواق العالمية، أم ينتظر سوق العملات مفاجآت في المستقبل القريب؟










