شاركت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، اليوم الخميس، في اجتماع عبر الفيديو لقادة دول “تحالف الراغبين”، لمناقشة مستقبل الضمانات الأمنية لأوكرانيا، وسط تطورات الحرب المستمرة مع روسيا.
وأكدت ميلوني، خلال مداخلتها من قصر كيجي في روما، تمسك بلادها برفض إرسال قوات إيطالية إلى أوكرانيا، لكنها أعربت عن انفتاحها لدعم وقف إطلاق النار المحتمل من خلال مبادرات مراقبة وتدريب تنفذ خارج الأراضي الأوكرانية.
كما شددت ميلوني على أهمية اعتماد آلية دفاع أمني جماعي، على غرار المادة الخامسة من معاهدة واشنطن (الخاصة بحلف الناتو)، لتكون أساسا للضمانات الأمنية المقدمة لكييف بعد الحرب.
اتصال مع ترامب وتأكيد على وحدة الصف
بعد الاجتماع، أجرت ميلوني اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث جرى تبادل نتائج المحادثات الصباحية. وأكد الطرفان على وحدة الموقف في تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، يجمع بين الدعم المستمر لكييف، واستمرار الضغط السياسي والاقتصادي على موسكو، وتقديم ضمانات أمنية موثوقة.
زيلينسكي: الضمانة الوحيدة هي “جيش أوكراني قوي”
وفي باريس، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تعمل على إطالة أمد المفاوضات واستمرار الحرب، مشيرا إلى أهمية الضمانات الأمنية البرية والجوية والبحرية والرقمية.
وأضاف: “الضمانة الرئيسية لأمننا هي جيش أوكراني قوي”. وأكد أن هناك تنسيقا بين الدول الحليفة بشأن حزمة العقوبات الأوروبية الـ19، بالتوازي مع إجراءات عقابية جديدة من اليابان.
ماكرون: 26 دولة تلتزم بنشر “قوة طمأنة”
بدوره، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن انضمام 26 دولة إلى تحالف الراغبين، والتزامها بنشر ما سماه “قوة طمأنة” في أوكرانيا، تعمل على ضمان السلام وليس إشعال الحرب، وفق تعبيره.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع زيلينسكي في قصر الإليزيه: “هذه القوة ستكون موجودة في الجو والبر والبحر، وهي ليست هجومية بل دفاعية تهدف إلى ردع أي تهديد مستقبلي”.
لقاءات أمنية رفيعة في باريس
وعلى هامش الاجتماع، التقى أندريه ييرماك، رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، ورستم عميروف، أمين مجلس الأمن، بممثلين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا.
وقال عميروف إن الهدف هو “تنفيذ اتفاقات الضمانات الأمنية عمليا على الأرض”، مشيرا إلى أن مبدأ ترامب القائم على “السلام من خلال القوة” هو النهج الوحيد القادر على كبح روسيا.
يأتي هذا التحرك في سياق تصاعد التوترات بين الدول الغربية وروسيا، وسط شكوك متزايدة بشأن نوايا موسكو تجاه مفاوضات السلام، ومخاوف من تطورات ميدانية قد تغير موازين الصراع.










