علق الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي لوح فيها بوقف اتفاقية تصدير الغاز مع مصر، في خطوة وصفها مراقبون بالاستفزازية وذات أبعاد سياسية واقتصادية خطيرة.
وفي لقاء مع الإعلامي معتز عبد الفتاح عبر برنامج «استراتيجيا» المذاع على فضائية «المشهد» مساء الأربعاء، قال رشوان مخاطبا نتنياهو:
“أنصح نتنياهو، ويا ريت يلغي اتفاقية الغاز مع مصر، إذا كان يستطيع تحمل النتائج الاقتصادية، وليس السياسية… سيكون هو الخاسر في النهاية.”
“مصر لديها بدائل”
وأوضح رشوان أن فكرة اعتماد مصر على مصدر طاقة واحد “محض وهم”، مشددا على أن الدولة المصرية تضع دائما سيناريوهات متعددة وبدائل استراتيجية للتعامل مع أي تطورات إقليمية أو اقتصادية.
وأضاف:”الإدارة المصرية تدير مصالحها بعقلانية ومرونة، وأي تهديدات من الجانب الإسرائيلي لن تربك حساباتنا، بل قد تعود بنتائج عكسية على إسرائيل نفسها.”
نتنياهو يشعر بالخطر من مصر
وتناول رشوان أبعادا أعمق في خطاب نتنياهو، معتبرا أن تصريحاته بشأن تهريب الرهائن والأسلحة عبر أنفاق غزة مع مصر ليست مجرد مزاعم أمنية، بل تبرير لمحاولة الهيمنة على محور فيلادلفيا وخلق محور بديل هو ‘موراج’، وهي منطقة قريبة من الحدود المصرية.
وأشار إلى أن نتنياهو “يشعر بأن مصر تمثل خطرا استراتيجيا حقيقيا عليه، لا بالسلاح، بل بالموقف السياسي الثابت”، لافتا إلى أن القاهرة كانت “المانع الأول” أمام مشاريع تهجير الفلسطينيين من غزة منذ اليوم الثالث لأحداث 7 أكتوبر 2023.
وأضاف:”مصر قالتها صريحة: التهجير خط أحمر، وهو ما سبب غصة عميقة في حلق اليمين الإسرائيلي ونتنياهو نفسه، الذي يتعامل مع فكرة التهجير كقضية دينية خلاصية.”
“إسرائيل الكبرى… وهم سياسي”
وفي سياق تحليله لطموحات اليمين الإسرائيلي، قال رشوان إن نتنياهو يتعامل مع وهم إقامة إسرائيل الكبرى كأنه مشروع ديني مقدس، مشيرا إلى أن هذه الخطة تشمل مساحات شاسعة من أراضي دول عربية، منها مصر والسعودية والعراق وسوريا والأردن.
وأوضح:”نتحدث عن نحو 150 ألف كم² من الأراضي المصرية فقط ضمن هذه الخريطة الوهمية… فهل يستطيع 7.5 مليون يهودي في إسرائيل، مع 6.5 مليون في الشتات، أن يسيطروا على هذه المساحات؟ هذه أوهام دينية وليست سياسات عقلانية.”
المواجهة ليست فقط سياسية أو اقتصادية
أنهى رشوان مداخلته بالتأكيد على أن مصر لن تنجر إلى استفزازات فارغة، وأنها تملك أوراق قوة حقيقية، تقوم على الشرعية الدولية، والعمق الإقليمي، والاستقرار الداخلي، في مقابل خطاب متطرف قائم على التحريض والتوسع وإضعاف الجيران.










