أعلنت دول “تحالف الراغبين” الداعمة لأوكرانيا استعدادها لتزويد كييف بـصواريخ بعيدة المدى، في تطور يصعّد التوترات مع روسيا التي حذرت من اعتبار مثل هذه الخطوة “حرباً مباشرة” مع حلف الناتو.
تحالف الراغبين: خطة أوروبية شاملة للضمانات الأمنية
يضم تحالف الراغبين نحو 30 دولة بقيادة فرنسا وبريطانيا، ويهدف لتقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا في مرحلة ما بعد الصراع. أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “الأوروبيين مستعدون لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا فور توقيع اتفاق سلام”.
من جانبها، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يمتلك “خططاً دقيقة للغاية” لنشر قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا، قد تضم بين 10 إلى 30 ألف جندي.
الدعم العسكري المتصاعد والأسلحة بعيدة المدى
تشمل الضمانات الأمنية المقترحة تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة، حيث استخدمت بريطانيا مليار جنيه استرليني من فوائد الأصول الروسية المجمدة لتمويل توريد مئات الآلاف من قذائف المدفعية.
تطالب أوكرانيا بحرية أكبر في استخدام:
- صواريخ “ستورم شادو” البريطانية (مدى 249 كيلومتر)
- صواريخ “أتاكمز” الأمريكية (مدى 305 كيلومتر)
- صواريخ “توروس” الألمانية (ما زالت ألمانيا ترفض تسليمها)
التحذيرات الروسية والتهديد بالتصعيد
شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية سيعني أن “دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية في حالة حرب مع روسيا”.
“إذا اتخذ هذا القرار، فإن ذلك سيعني على الأقل ضلوعاً مباشراً لدول الناتو في الحرب في أوكرانيا. هذا الأمر سيغير طبيعة النزاع نفسها”
– فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي
التطوير المحلي الأوكراني والاعتماد على الذات
تراهن أوكرانيا على تطوير قدراتها الدفاعية المحلية، حيث أعلنت إكمال تطوير صاروخ كروز “فلامنغو” بمدى نظري يبلغ نحو 3 آلاف كيلومتر. يقول الخبراء إن مثل هذا السلاح يمكن أن يكون رادعاً أقوى من أي تعهد غربي بالحماية.
الموقف الأمريكي والدور الأوروبي
أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن على الدول الأوروبية “تحمّل العبء الأكبر فيما يتعلق بالضمانات الأمنية لأوكرانيا”، مؤكداً أنه لن يُرسل قوات أمريكية إلى الأرض. رغم ذلك، تحتاج أوروبا للدعم الأمريكي في اللوجستيات والاستخبارات.
التحديات والآفاق المستقبلية
يواجه تحالف الراغبين تحديات عديدة، منها غياب الرؤية المشتركة بشأن حجم قوة الطمأنة وموقعها. كما يحذر المحللون من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى قد يؤدي إلى توسيع دائرة الصراع لتشمل أوروبا نفسها.
يُنظر إلى اجتماع باريس في سبتمبر 2025 كفرصة مفصلية قد تحدد معالم الخطة المقبلة، خاصة مع إشارات الانفتاح الأمريكية الجديدة.










