اجتاح غرب فرنسا اليوم، الخميس 4 سبتمبر 2025، إعصار عنيف ضرب منطقة بريتاني وسواحل المحيط الأطلسي بسرعة رياح بلغت نحو 140 كيلومتر/ساعة، متسببًا في سلسلة أضرار واسعة النطاق في البنية التحتية والممتلكات، وفرض حالة من التأهب البرتقالي على عدة أقاليم، فيما سارعت الجهات الرسمية لاتخاذ إجراءات الطوارئ ونشر فرق الإنقاذ وسط ترقب لتفاقم الخسائر.
تفاصيل الكارثة والآثار الأولية
ضرب الإعصار بلدة Guéhenno بمقاطعة موربيهان في صباح الثلاثاء، حيث شهدت البلدة دمارًا كبيرًا خلال دقائق، مع تحطم النوافذ وتصدع الأسقف بفعل شدة الرياح.
أسفر الإعصار عن إصابة ثلاثة أشخاص بينهم رجل وشريكته جرفتهما العاصفة من منزلهما المتنقل وألقت بهما على بعد مئات الأمتار.
تسببت الرياح الشديدة في تدمير حظيرة بالكامل، والتي كانت تضم نحو 30 بقرة، بينما تحدث المزارعون عن خسائر فادحة في المعدات والمباني الزراعية.
قدرت السلطات المحلية الخسائر بمئات الآلاف من اليوروهات، مع التركيز على إعادة التيار الكهربائي وتأمين الأسطح المكشوفة للمنازل والمزارع.
حالة التأهب والإجراءات الرسمية
أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية «ميتيو-فرانس» حالة التأهب البرتقالي في ثلاثة أقاليم جنوب شرق البلاد: إيزير، دروم، وأرديش، ابتداءً من الثانية ظهرًا بسبب توقعات بعواصف قوية.
تشير التقديرات إلى مستويات قياسية من الأمطار، قد تصل إلى 50–80 ملم خلال ثلاث ساعات فقط، مع رياح عاصفة بسرعة 100كم/س في بعض المناطق.
من المتوقع أن يكون هذا الحدث قصير الأمد، مع احتمال رفع حالة التأهب خلال مساء اليوم إذا تراجعت حدة العاصفة.
أكد المسؤولون استمرار مراقبة تطورات الحالة الجوية وإمكانية توسيع نطاق التحذيرات إلى أقاليم أخرى بحسب تطور الحدث.
شهادات متضررين وجهود الإنقاذ
أفاد سكان بلدة Guéhenno بأنهم سمعوا صوت الرياح العاتية فجأة، لتتحطم النوافذ وتُقتلع أسقف المنازل في دقائق؛ فيما وصف أحد المزارعين المشهد بأنه “أسوأ كارثة يواجهها الريف منذ عقود”.
تعمل فرق الإنقاذ على إجلاء المتضررين من البيوت المدمرة، وتوفير المأوى المؤقت للأسر التي فقدت منازلها.
لا تزال الجهود جارية لاستعادة الكهرباء وإصلاح خطوط المياه التي تعرضت للأضرار بفعل سقوط الأشجار والأعمدة الكهربائية.
تلقت المستشفيات المحلية حالات إصابة طفيفة نتيجة تساقط الحطام والانهيارات الجزئية للمباني، وسط مخاوف من ارتفاع عدد الإصابات حال توسعت العاصفة لمناطق أخرى.
التحذيرات البيئية وتداعيات مناخية
يرى خبراء الأرصاد أن العواصف والإعصارات الخارقة باتت ظاهرة متزايدة في غرب أوروبا بسبب التغير المناخي، مع توقع ارتفاع وتيرة العواصف بنسبة 11% خلال السنوات القادمة.
حذرت جمعية الإغاثة الفرنسية من مخاطر انهيارات أرضية وفيضانات محتملة بسبب الأنماط الجوية غير المعتادة، داعية المواطنين للابتعاد عن المواقع الخطرة والحرص على الاطلاع على تعليمات الأمان والإخلاء.
تم تعليق الدروس والأنشطة المدرسية في عدة مناطق حتى إشعار آخر حفاظًا على سلامة الطلاب والعاملين.
آفاق وتوقعات الساعات القادمة
الأرصاد الفرنسية تتابع عن كثب مسار الإعصار، مع ترجيح انحسار حدته بحلول مساء اليوم ما لم تظهر تغييرات مفاجئة في حركة الكتل الهوائية.
يوجه المسؤولون المحليون الشكر لجهود فرق الإنقاذ والإغاثة، مؤكدين أولوية السلامة العامة ومواصلة عمليات الإصلاح والدعم النفسي للمتضررين.
من المتوقع وصول المزيد من الدعم اللوجستي والقوافل الطبية للمناطق الريفية الأكثر تضررًا خلال الساعات المقبلة.










