بخطى ثابتة، يسير النادي الأهلي المصري صوب مرحلة جديدة في مسيرته الفنية بإعلانه التفاوض والتوصل لاتفاق مع المدرب الإيطالي ليوناردو سيمبليتشى. هذه الخطوة تُعد من أبرز القرارات التي اتخذها النادي العريق في السنوات الأخيرة بعد موسم شهد تراجعًا عن الهيمنة المعتادة للفريق في البطولات المحلية والقارية، وتزايد ضغوط الجماهير على الإدارة لإيجاد حل يعيد للأهلي بريقه.
من هو سيمبليتشى؟
ظهر اسم ليوناردو سيمبليتشى بقوة في أوساط الكرة المصرية مع ترجيحات الصحف الإيطالية والعربية بأنه الخيار الأول لإدارة الأهلي خلفًا للمدرب الإسباني خوسيه ريبيرو. سيمبليتشى، البالغ من العمر 57 عامًا، نشأ وتكوّن كمدرب في ملاعب الكالتشيو ويملك سيرة ذاتية تتسم بالخبرة والرصانة. تولّى تدريب أندية سامبدوريا، سبال، كالياري، وسبيزيا وترك بصمة واضحة خاصة مع سبال الذي قاده للصعود وتثبيت وجوده في الدرجة الأولى الإيطالية.
كواليس التفاوض والاختيار
بدأت إدارة الأهلي خطوات جادة للتعاقد مع مدرب قادر على إعادة الفريق للمنافسة بقوة. انطلقت المفاوضات مع سيمبليتشى بعد تقييم لعدد من المدربين سواء أوروبيين أو لاتينيين. وقع الاختيار عليه لما يتمتع به من قدرة على بناء منظومة تكتيكية متطورة، بجانب مهارات فائقة في التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإدارات القوية.
وجد مسؤولو الأهلي في سيمبليتشى صفات المدرب الذي يجمع بين الفكر الدفاعي الإيطالي التقليدي والقدرة على التعامل مع المواهب الهجومية، خاصة أن الفريق الأحمر يضم عناصر هجومية واعدة تحتاج لتأهيل تكتيكي وانضباط ذهني.
فلسفة اللعب
يميل سيمبليتشى إلى تطبيق أسلوب متوازن يجمع بين الحذر الدفاعي والانطلاق الهجومي السريع. وهو ما برز خلال قيادته للأندية الإيطالية متوسطة المستوى، حيث اعتاد البناء من الخلف مع الاستفادة من الأجنحة والدفاع المنظم، مع الاعتماد على التحول السريع وسرعة تنفيذ الهجمات المرتدة.
هذا الأسلوب يجد ترحيبًا داخل أوساط الأهلي خاصةً بعد تعرض الفريق لهزائم بسبب ضعف التنظيم الدفاعي والتسرع الهجومي غير المدروس في الآونة الأخيرة. ويبدو أن الإدارة أرادت مدربًا يطبق نظامًا صارمًا قائمًا على العمل الجماعي والضغط المنظم، وهو ما اشتهر به المدرب الإيطالي عبر مشواره الطويل.
تحديات تنتظر سيمبليتشى في القاهرة
تنتظره عدة عقبات وتحديات أبرزها:
مطالب جماهيرية ضخمة بالفوز الفوري: النادي الأهلي صاحب شعبية جارفة لا تقبل أنصاف الحلول أو تدوير البطولات، ما يفرض ضغوطًا كبيرة على المدرب القادم.
دوري أفريقيا القوي: دوري الأبطال هدف ثابت للفريق ولا يقبل فيه جمهور الأحمر انتكاسات أو خسائر مهما كان المنافس.
انتقال من بيئة أوروبية إلى أفريقية: ميزة سيمبليتشى في العمل وسط نظام احترافي عالي، وهو مطالب الآن بتغيير ثقافة اللاعبين ورفع المستوى الذهني والتكتيكي.
تحقيق الانسجام السريع: مع فترة إعداد قصيرة ومباريات قريبة، يواجه المدرب الجديد تحديًا كبيرًا في دمج عناصر الصف الأول والثاني وصياغة التشكيلة المثالية.
ماذا سيضيف سيمبليتشى للأهلي؟
يتوقع أن يمنح سيمبليتشى الأهلي:
خبرة أوروبية عالية في التحليل الفني وإدارة المباريات الكبرى.
تطوير النظام الدفاعي، والذي كان نقطة ضعف الفريق مؤخرًا.
تحفيز اللاعبين وتحسين تطبيق التعليمات التكتيكية خاصة لاعبي الشباب والصف الثاني.
المراهنة على توظيف الضغط العالي وإعادة الروح الجماعية، وهي نقاط ضعف في الكرة المصرية غالبًا.
السيرة الذاتية والأرقام
الاسم: ليوناردو سيمبليتشى
الجنسية: إيطالي
العمر: 57 عامًا
أبرز الفرق: سامبدوريا، سبال، كالياري، سبيزيا.
الإنجازات: قيادة سبال للصعود والنجاة بالبقاء في الدرجة الأولى لموسمين متتاليين.
الفلسفة التكتيكية: نظام دفاعي متين وتحولات سريعة هجومية، توظيف الأجنحة بحذر وإنضباط جماعي.
أولويات المدرب مع الأهلي
سيعمل سيمبليتشى على:
تنظيم الدفاع وتقليل استقبال الأهداف.
تحديد هوية هجومية واضحة بدون تسرع.
استثمار الجناحين وحلول الوسط.
تعزيز الانضباط الذهني للاعبين وتحفيز الروح القتالية للمباريات الحاسمة.
في الختام، يبدو أن إدارة الأهلي راهنت على عقلية مختلفة أملاً في العودة للسيادة المحلية والأفريقية. الأيام المقبلة ستحمل اختبارًا حقيقيًا للمدرب وفلسفته في مواجهة واقع كروي مليء بالتوقعات والثقة الجماهيرية التي لا تعرف الفشل ولا ترضى بغير البطولات.










