في ليلة ختام استثنائية بمحضره وبين جماهيره في بوينس آيرس، خطف ليونيل ميسي الأضواء مجددًا عندما سجل هدفين في شباك فنزويلا، معلنًا بذلك ربما بداية العد التنازلي لفصل جديد في مسيرته المذهلة مع منتخب الأرجنتين. كان هذا خلال مباراة تصفيات كأس العالم 2026 التي شهدت حضورًا جماهيريًا قارب الـ85 ألف متفرج اجتمعوا ليودعوا أسطورتهم الحية على ملعب المونومنتال.
عقب المباراة، بدا ميسي متأثرًا للغاية، وصرح بأنه لطالما حلم أن يكون وداعه على أرضه بهذه الطريقة. وقال: “عشت لحظات كثيرة فوق هذا الملعب، منها الجيد والسيئ، لكن دائمًا يبقى اللعب هنا، وسط جماهيرنا، متعة لا توصف”. ورغم شدّة التكهنات حول اعتزاله الدولي، أشار ميسي أن قرار المشاركة في المونديال القادم لم يُحسم بعد، مؤكدًا أنه سيخضع لتقييم حالته البدنية “يومًا بيوم” وأن القرار النهائي سيأتي بعد نهاية الموسم وقبل انطلاق البطولة بستة أشهر.
ميسي الذي يقترب من عيد ميلاده التاسع والثلاثين، عزز صدارته كهداف تاريخي لتصفيات أمريكا الجنوبية للمونديال برصيد 36 هدفًا، متجاوزًا زميله السابق سواريز (29 هدفًا)، ومثبتًا نفوذه كلاعب لا يُضاهى على المستطيل الأخضر.
أما على صعيد الأندية، يواصل ميسي تألقه بقميص إنتر ميامي في الدوري الأمريكي. فقد سجل هذا الموسم 27 هدفًا وصنع 13 آخرين خلال 34 مباراة فقط، ليمنح الفريق فرصة العودة بقوة للمنافسة على الألقاب المحلية بعد مسيرة صعبة في نهاية الموسم الماضي. كما نال جائزة لاعب الشهر في أكثر من مناسبة، ويطمح ليصبح أول لاعب يحقق جائزة MVP في موسمين متتاليين.
ورغم بعض الشائعات حول احتمالية عودته لبرشلونة أو انتقاله إلى منافسات أكثر قوة استعدادًا للمونديال، كشف الصحفيون المقربون أن إنتر ميامي بصدد تمديد عقد ميسي ليبقى حتى صيف 2026، بالرغم من عروض سعودية مغرية ومساعٍ من أندية أوروبية لاستقطابه.
في الوقت ذاته، تربط التقارير استمرار نجم التانغو في الانخراط مع ناديه الأمريكي والمنتخب، مع ترك الباب مفتوحًا أمام أي مفاجأة مستقبلية حسب جاهزيته البدنية والذهنية. الجماهير الأرجنتينية بدورها تعيش حالة من التشويق والرهبة، ما بين صعوبة تخيل المنتخب دون الساحر ميسي، والأمل في استمرار مشاهد الإبداع الأخيرة منه على الساحة الدولية.
ختامًا، يبقى ميسي أيقونة تتحدى الزمن، يودّع الملاعب تارة ويوعد بالعودة تارة أخرى، ليظل الرقم الأصعب في معادلة كرة القدم الحديثة. وبين وداعٍ محتمل وانبعاث آمال جديدة، يبقى السؤال الأبرز: هل سيخوض ميسي آخر مونديال له ويختتم مسيرته بكأس أو وداع يليق بالأسطورة؟










