جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، استعداد حكومته لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة “فورا”، بشرط قبول حركة حماس بجملة من الشروط الإسرائيلية الصارمة.
وفي مقدمة الشروط الإسرائيلية الإفراج الكامل عن المحتجزين الإسرائيليين الأحياء والقتلى، ونزع السلاح الكامل من القطاع، وفرض السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وإنشاء إدارة مدنية بديلة لا تهدد أمن إسرائيل.
جاءت هذه التصريحات خلال مكالمة هاتفية أجراها نتنياهو مع عائلتي اثنين من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، غاي غلبوع دلال وألون أهيل، وذلك عقب بث حركة حماس مقطع فيديو للمحتجزين يحثان فيه الحكومة الإسرائيلية على إبرام صفقة تبادل ووقف الحرب.
وقال نتنياهو إن نشر مثل هذه المقاطع “لن يضعف عزيمة إسرائيل”، مشددا على أن “الحرب ستتوقف فقط عندما تتحقق الشروط الكاملة التي تضمن أمن إسرائيل ومستقبلها”.
نشر مقع فيديو لأسير إسرائيلي
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، قد نشرت مقطع فيديو جديدا يوم الجمعة يظهر فيه غاي غلبوع دلال وألون أهيل، وهما محتجزان لدى الحركة منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 (عملية طوفان الأقصى). وفي الفيديو، قال أحدهما:
“اعتقدنا أننا أسرى لدى حماس، لكن الحقيقة أننا أسرى لدى حكومتنا، لدى نتنياهو وبن غفير وسموتريتش”.
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، تم تصوير الفيديو في مدينة غزة بتاريخ 28 أغسطس 2025، ويعتقد أنه تم تسريبه لأغراض ضغط سياسي وإنساني.
الحصيلة: أرقام ثقيلة وحرب مستمرة
منذ بداية الحرب، استشهد أكثر من 64 ألف فلسطيني، ودمر جزء كبير من البنية التحتية في غزة، فيما يعيش السكان تحت كارثة إنسانية حادة، وسط غياب حلول سياسية شاملة.
وبحسب السلطات الإسرائيلية، لا يزال هناك 48 محتجزا لدى حماس، يعتقد أن نحو 20 منهم أحياء. وكان العدد الأصلي للمحتجزين 251 شخصا، تم اختطافهم خلال عملية طوفان الأقصى.
الرد الإسرائيلي: الحرب مستمرة حتى تحقيق الأهداف
في وقت سابق من اليوم، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن “أبواب الجحيم قد فتحت على غزة”، مؤكدا أن العمليات العسكرية ستتسع وتتصاعد حتى ترضخ حماس لشروط إسرائيل، لا سيما إطلاق سراح جميع الرهائن ونزع السلاح.
وأضاف قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، اللواء يانيف عسور، أن القوات الإسرائيلية لن تتوقف عن القتال حتى تحقيق “الهدف المزدوج”: تحرير المحتجزين وإنهاء وجود حماس كقوة مسلحة.
رد حماس: لا لاتفاق “كل شيء أو لا شيء”
من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها لا تزال متمسكة بمقترح تبادل الأسرى المطروح في يوليو/تموز الماضي، والذي ينص على إطلاق سراح بعض المحتجزين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، لكنها ترفض شروط إسرائيل المتعلقة بنزع السلاح والسيطرة الأمنية.
وتؤكد الحركة أن أي تسوية لا تشمل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من غزة ستكون مرفوضة، معتبرة أن نتنياهو يسعى لفرض اتفاق “كل شيء أو لا شيء” تحت غطاء المطالب الإنسانية.










