في ليلة الخميس 4 سبتمبر 2025، شهد مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة مشهدًا استثنائيًا هز مشاعر جميع الحاضرين، حيث تجمع العشرات من الأهالي حول جثمان الشهيد طارق نافع دلول بعد أن فاحت رائحة المسك الطيبة من جسده الطاهر وملأت أرجاء المستشفى.
وصف شهود العيان المشهد بأنه “مُهيب وروحاني”، حيث تسجى الشهيد مبتسمًا وقد انبعثت منه رائحة لا تشبه روائح الدنيا. هذا المنظر دفع الناس للتوافد من جميع أنحاء دير البلح لمشاهدة هذه الكرامة الإلهية.
التفاصيل المؤثرة للحادثة
وقام بعض الحاضرين بمسح جبين الشهيد بما يملكون من منديل أو قطعة قماش ليحتفظوا معهم برائحة المسك المباركة. حتى الأطباء والمسعفون والصحفيون الموجودون في المستشفى تأثروا بشدة بهذا المشهد.
انتشار الرائحة الطيبة
أكد شهود عيان أن رائحة المسك لم تقتصر على مكان وضع الجثمان، بل انتشرت في جميع أرجاء المستشفى ومحيطه. حتى وهو موضوع في ثلاجة الموتى، استمرت الرائحة الطيبة تفوح منه.
قصة استشهاد طارق دلول
الشهيد طارق نافع دلول ارتقى متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل عدة أيام في قصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على مدخل شارع أبو عريف في دير البلح وسط قطاع غزة.
قضى الشهيد أيامًا يصارع الموت نتيجة إصاباته الخطيرة، قبل أن يسلم روحه إلى بارئها ليلة الخميس. وبحسب الشهود، فارق الحياة مبتسمًا، مما زاد من تأثير المشهد على كل من رآه.
الدلالة الروحية للحادثة
تُعتبر رائحة المسك التي تفوح من أجساد بعض الشهداء من الكرامات المعروفة في التاريخ الإسلامي.
ويشير القرآن الكريم إلى مكانة الشهداء العالية في قوله تعالى: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.
ظاهرة متكررة في غزة
وثّق العديد من الأطباء والناشطين في غزة، بما في ذلك الطبيب الأردني الدكتور طارق قاسم، مشاهدات مماثلة لهذه الظاهرة مرارًا وتكرارًا خلال الحرب الجارية.
وتحدثوا عن رائحة المسك التي تملأ المكان حول جثامين بعض الشهداء، حتى بعد أيام من استشهادهم تحت الأنقاض.
مستشفى شهداء الأقصى: رمز الصمود
يُعد مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح رمزًا للصمود الفلسطيني رغم الدمار الذي طال العديد من المرافق الطبية في القطاع.
واصل هذا المستشفى استقبال الشهداء والجرحى، حيث وثقت التقارير الإعلامية استقباله مئات الشهداء جراء القصف الإسرائيلي المستمر في عام 2025.
شاهد على المعاناة
يجعل الموقع الاستراتيجي للمستشفى في وسط القطاع منه شاهدًا حيًا على معاناة الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال المستمرة. في الوقت نفسه، يشهد لحظات مؤثرة مثل هذه التي تُظهر كرامات الله على شهدائه الأبرار.
ردود الأفعال والتعليقات
علق أحد الناشطين على وسائل التواصل قائلاً: “آمنت برب هؤلاء الشباب.. ما أجملها من خاتمة”.
وكتب آخر: “الشهيد طارق دلول من الشهداء الذين أكرمهم الله بأن تظهر كراماتهم في الدنيا”.
كما تداول الصحفيون في قطاع غزة بشكل كثيف مقطع الفيديو والصور للشهيد، واصفين الرائحة الجميلة التي انتشرت في جميع أرجاء المستشفى.
واعتبر العديد منهم أن هذا المشهد يجسد معنى الشهادة الحقيقية في سبيل الله.
استمرار المعاناة
جاء استشهاد طارق دلول في سياق استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة. في نفس اليوم، نُقل 4 شهداء آخرون إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد استهداف طائرات الاحتلال لمركبة مدنية على دوار الـ17 غربي دير البلح.
رسالة الصمود
رغم الألم والمعاناة، تحمل قصة الشهيد طارق دلول رسالة قوية عن الصمود والإيمان. تُظهر كيف يمكن للمأساة أن تتحول إلى مصدر إلهام وقوة للشعب الفلسطيني المقاوم.










