واجهت المطربة اللبنانية أمل حجازي مؤخرًا موجة كبيرة من الانتقادات والاتهامات بازدراء الأديان على خلفية تصريحاتها المثيرة حول موضوع الحجاب وعلاقته بالدين، خلال لقاء جديد جمعها بالإعلامية نضال الأحمدية في بودكاست “مع نضال”. وجاءت هذه التصريحات بعد أقل من شهرين من إعلان أمل خلعها الحجاب بشكل نهائي عقب سبع سنوات من ارتدائه، الأمر الذي أحدث ضجة إعلامية وحالة جدل واسعة بين جمهورها ومتابعيها في الوسطين الفني والديني.
خلفية الأزمة
في اللقاء التلفزيوني الأخير، أكدت أمل حجازي أنها تعتمد في فهمها للدين الإسلامي على القرآن فقط، ولا تؤمن بالأحاديث النبوية أو التفاسير التقليدية. أمل أعلنت أنها باتت تعتبر نفسها “مثقفة دينيًا” لكنها أعربت عن شكوكها في كثير من التفاصيل والمرويات الدينية مثل قصة آدم وحواء ومعاني بعض الآيات المتعلقة بالميراث.
لكن سبب الهجوم الأكبر كان تصريحها الواضح حول الحجاب، حيث قالت:
“لو كان الله يريد منا تغطية الشعر لقال في القرآن صراحة (يا أيها النساء غطوا شعوركن)، فليس معقولًا أن يكون أمرًا كبيرًا في الدين ولا يُذكر بعبارة واضحة”.
وأضافت:
“المطلوب منا القلب السليم ومساعدة الناس، أما الحجاب فهو قرار شخصي، وكل امرأة حرة في اختياراتها”.
ردود الأفعال واتهامات بازدراء الأديان
قوبلت تصريحات أمل حجازي بعاصفة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض خروجًا عن نصوص الدين وتبريرًا لخلع الحجاب بشكل يتعارض مع ما يرونه من أحكام شرعية واضحة. وعلى إثر ذلك، بدأ بعض النشطاء، خاصة المحافظين والمتشددين، بالمطالبة بمحاسبتها قانونيًا بتهمة “ازدراء الأديان”، خاصة أنها شخصية عامة يتابعها الملايين، وأقوالها قد تؤثر على الرأي العام.
في المقابل، تلقت حجازي دعمًا كبيرًا من فئات واسعة ترى أن الحجاب يبقى خيارًا شخصيًا، وأن الدين ينبع من القلب والعمل الصالح، وليس بالضرورة من المظاهر الخارجية. وانتشرت هاشتاغات داعمة لموقفها، فيما أكدت هي احترامها الكامل لجميع المحجبات، مشيرة إلى أن “من تشعر بالراحة النفسية في الحجاب عليها أن تتحجب، وكل إنسان حر في أسلوب حياته وارتباطه بالله”.
أسباب خلع الحجاب
أوضحت أمل حجازي أن تجربتها مع المرض، تحديدًا إصابتها بالسرطان منذ أكثر من عشر سنوات، أثرت على توجهاتها الروحية، لكنها لم ترتدِ الحجاب وقت العلاج بل بعد شفائها بالكامل، وكان القرار مرتبطًا بلحظة راحة وطمأنينة شخصية وليست ضغطًا دينياً أو اجتماعياً. وأكدت أن خلعها الحجاب جاء بعد مراجعة ذاتية عميقة، وبعيدًا عن أي مؤثرات خارجية.
تصريحات سابقة وثبات موقفها
سبق لأمل حجازي أن ظهرت في فيديو قبل عام من دون حجاب، حيث دافعت عن موقفها بوضوح قائلة:
“أنا لم أخلع أخلاقي ولا قربي من الله، ولم أخلع إنسانيتي مع الفقير والمحتاج، ولم أخلع مبادئي التي أفتخر بها”.
وتعتبر أن الدين الحقيقي هو النقاء وحسن التعامل، وليس بغطاء الرأس أو المظهر.










