أعلنت جماعة مسلحة جديدة في سوريا تحمل اسم “رجال النور – سرايا الجواد” عن بدء عملياتها الميدانية، وذلك من خلال تسجيل مصور يوثق أولى هجماتها المسلحة التي استهدفت سيارة تابعة للأمن العام في منطقة الساحل السوري.
يأتي ظهور سرايا السرايا الجواد في سياق تصاعد التوتر الأمني في المناطق الساحلية ووسط مخاوف من تجدد دورة العنف التي شهدتها المنطقة في مارس الماضي.
العملية الأولى: استهداف في ريف جبلة
بثت سرايا الجواد تسجيلا مصورا لعملية تفجير استهدفت سيارة من نوع “جيب تويوتا” تابعة للأمن العام، وذلك في منطقة تبدو أنها ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، حسبما يظهر من التسجيل. وقعت العملية بتاريخ 14 أغسطس 2025، باستخدام عبوة ناسفة على طريق اللاذقية – جبلة.
وقال المتحدث في الفيديو إن هذه العملية تأتي “ثأرا لجميع أرواح الشهداء”، في إشارة واضحة إلى الضحايا الذين سقطوا في مجازر الساحل السوري في مارس 2025، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1,479 شخصا من الطائفة العلوية وفقا لتحقيق أجرته وكالة رويترز.
مجازر مارس 2025
شهدت منطقة الساحل السوري بين 7-9 مارس 2025 موجة عنف طائفي واسعة النطاق، حيث وثقت مؤسسات حقوقية مختلفة أرقاما صادمة للضحايا حيث وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 1,562 شخصا بينهم 102 طفل و99 امرأة
بينما كشف تحقيق رويترز عن مقتل 1,479 من الطائفة العلوية في 40 موقعا مختلفا، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 1,383 مدنيا موثقا، منهم 1,300 من العلويين.
ووثقت شهادات عيان مشاركة مقاتلين أجانب في أحداث العنف بالساحل السوري، خاصة من عرقية الإيغور والشيشان وتركستان الشرقية. وقد لعب هؤلاء المقاتلون دورا بارزا في ارتكاب الانتهاكات ذات الطابع الطائفي.
انتشار الرواية
انتشرت خلال الأيام الأخيرة رواية مروعة عن مقتل شاب يدعى بشار ميهوب بطريقة وحشية في طرطوس، حيث زعم أن مقاتلا من عرقية الإيغور قطع رأسه وجال به في القرية. وقد تبنت جماعة “سرايا الجواد” عملية ثأرية باسمه في “البيان رقم 2”.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان حذف لاحقا جميع منشوراته المتعلقة بهذه الرواية دون تقديم أي تفسير أو اعتذار. كما أن التحقيقات اللاحقة أشارت إلى أن ميهوب قد يكون من بين المعتقلين وليس مقتولا كما ادعي.
يشكل ظهور جماعات مسلحة جديدة مثل “سرايا الجواد” تهديدا خطيرا للوحدة الوطنية السورية، خاصة مع استخدامها خطابا طائفيا انتقاميا يستهدف السلطات الجديدة وحلفاءها.
وتثير هذه التطورات مخاوف من عودة دورة العنف الطائفي التي شهدتها المنطقة في مارس، خاصة مع استمرار وجود المقاتلين الأجانب وتزايد التوتر بين مختلف المكونات.
إن ظهور جماعة “رجال النور – سرايا الجواد” يعكس هشاشة الوضع الأمني في الساحل السوري ويؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمنع انزلاق البلاد إلى دوامة جديدة من العنف الطائفي. النجاح في احتواء هذا التهديد سيكون اختبارا حقيقيا لقدرة السلطات الجديدة على بناء سوريا موحدة وآمنة لجميع مكوناتها.










