في تصعيد جديد ينذر بكارثة إنسانية، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح السبت سكان مدينة غزة، كبرى مدن القطاع، إلى النزوح الفوري نحو الجنوب، معلنا منطقة “المواصي” جنوب قطاع غزة “منطقة إنسانية”، تحسبا لهجوم بري واسع النطاق يخطط الجيش لتنفيذه في المدينة المكتظة بالسكان.
تحذير رسمي ونزوح قسري
وفي رسالة موجهة “إلى سكان مدينة غزة وكل الموجودين فيها”، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية عبر منصات التواصل الاجتماعي:”ابتداء من هذه اللحظة، وبهدف التسهيل على من يغادر المدينة، نعلن منطقة المواصي (جنوب خان يونس) منطقة إنسانية”.
وتأتي هذه الدعوة ضمن ما وصفته مصادر إسرائيلية بخطة تمهيدية للسيطرة على شمال قطاع غزة، حيث تشير التقديرات إلى أن قوات الاحتلال تسيطر حاليا على حوالي 75% من مساحته.
تحذير مباشر لقاطني “برج الرؤيا”
بالتزامن، أصدر جيش الاحتلال إنذارا عاجلا لسكان “برج الرؤيا” في مدينة غزة، والنازحين في الخيام المجاورة، يدعوهم لإخلائه فورا قبل استهدافه.
وجاء في البيان المنشور:”إلى سكان عمارة ‘الرؤيا’ المحددة بالأحمر والخيم المجاورة لها والواقعة عند مفترق بيروت وشارع جامعة الدول العربية: سيهاجم جيش الدفاع المبنى في الوقت القريب نظرا إلى وجود بنى تحتية إرهابية لحماس داخله أو بجواره”.
ودعا البيان السكان إلى التوجه “فورا” نحو المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس.
تحذير أممي من كارثة إنسانية
تقدر الأمم المتحدة أن نحو مليون نسمة يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، محذرة من أن تنفيذ إسرائيل لهجوم بري في المنطقة سيكون بمثابة كارثة إنسانية غير مسبوقة، خاصة في ظل الحصار المشدد، وانهيار الخدمات الطبية والإنسانية في القطاع.
وفي أحدث تقرير لها، أكدت الأمم المتحدة أن الوضع في مدينة غزة “لا يحتمل المزيد من التصعيد”، في وقت يصعب فيه الوصول إلى المياه، والكهرباء، والخدمات الطبية الأساسية.
ارتفاع أعداد الضحايا وسط عجز فرق الإنقاذ
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الجمعة، أن مستشفيات القطاع استقبلت 69 شهيدا و422 إصابة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وأكدت الوزارة أن عددا من الضحايا ما يزالون تحت الأنقاض أو في الطرقات، مشيرة إلى أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تعجز عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر وخطورة الأوضاع الميدانية.
ووفق أحدث الإحصاءات، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى آلاف الشهداء والجرحى منذ بدء العملية العسكرية، وسط تحذيرات متزايدة من انهيار النظام الصحي بالكامل.
بينما تواصل إسرائيل تهديداتها بشن عملية برية في مدينة غزة، يواجه السكان المدنيون ضغوطا هائلة للنزوح القسري نحو مناطق غير مهيأة لاستيعاب أعداد النازحين. ومع تعثر عمليات الإغاثة واستهداف المباني السكنية، يخشى أن يشهد القطاع فصلا جديدا من المعاناة الإنسانية، قد يفوق في حدته ما شهده في الجولات السابقة.










