أولا:-
أ:-يعتبر المسلمين الشيعة اي ( الطائفة الشيعية ) رقماً مهما في تركيبة وتضاريس وتعداد المسلمين في المنطقة والعالم .لأن الطائفة الشيعية هي الثانية بعد الطائفة السنيّة المسلمة الكبيرة من حيث الحجم والانتشار في المنطقة والعالم .ويعتبر الشيعة مكون مهم وفاعل في العراق ولبنان واليمن والبحرين والسعودية ودول اخرى مثل ايران افغانستان وباكستان وأذربيجان ودول القوقاز وحتى في الهند.. الخ . ولكن هذا المكون الشيعي لم يأخذ حقه في الصعود السياسي في العراق والدول العربية لأسباب طائفية وسياسية ونفسية واجتماعية وعقائدية .
ب:-ولكن بعد نجاح الثورة الإيرانية و سقوط نظام الشاه في ايران عام ١٩٧٩ ومجيء الحكم الإسلامي الشيعي في إيران حصلت المكونات الشيعية في الدول العربية وبمقدمتها العراق على دفعة من المعنويات والاماني والطموحات والتطلع نحو تأسيس مشروعها السياسي الوطني .اي اصبح لها سند ان صح التعبير. ( ومن هنا تلاقفت المؤسسات الإيرانية هذا التطلع وتلك الرغبة لدى العرب الشيعة ، ومباشرة اسبغ الإيرانيون المشروع القومي الايراني بالتشيع ومساندة المحرومين والمظلومين للكسب والولوج والخداع …وشاع مشروع تصدير الثورة الإيرانية انذاك وتم خداع الشيعة في العراق والدول العربية ! )
ثانيا :- ولكن السؤال الكبير والمهم جدا هو :-
لماذا لم تهتم إيران بالشيعة الذين في افغانستان والهند وباكستان وأذربيجان والقوقاز وصبت ثقلها في بعض الدول العربية بشكل عام والعراق خصوصا ؟ مع العلم ان بعض تلك الدول يتكلم الشيعة فيها اللغة الفارسية و يفترض هذا اسهل لايران ؟ ولكنها وجهت مشروعها صوب العراق و الدول العربية .من هنا تُعرف النوايا الإيرانية القومية والتوسعية واحياء التاريخ الإمبراطوري. فتوضحت الاهداف الإيرانية في العراق على سبيل المثال !
أ:- هدف الهيمنة على القرار الشيعي في العراق والذي عاصمته ( النجف ) ومن ثم الهينة على قيادة المرجعية الشيعية العليا في النجف بشكل مطلق .وبعدها يتم اغتيال “التشيع العلوي العربي” في مهده الأصلي وهو العراق والنجف لتبرز إيران القائد الاوحد للشيعة في العالم وتوسع مشروعها الشيعي القومي !
ب:-ثم هدف جعل العراق مصد جغرافي وديموغرافي لحماية إيران من المخططات الدولية ضدها و المدعومة بشكل وبآخر باموال خليجية !
ج:-وبهدف الهيمنة على الاقتصاد العراقي والثروات العراقية وجعلها بخدمة ايران ومشاريعها العسكرية والتنموية على حساب العراق !
د:- هدف تهيئة العراق كمستودع بشري عقائدي ومستودع للمنتجات الإيرانية العسكرية والصواريخ والتكنلوجيا الإيرانية لتكون منطلق نحو المرحلة الثانية من المشروع القومي الإيراني باتجاه السعودية ودول الخليج و الأردن صعودا … الخ !
هـ:-وبعدها ذهبت إيران بالفعل لرسم ( الهلال الشيعي ) من اليمن نزولا للعراق نزولا لسوريا نزولا إلى لبنان والذي يفترض يذهب لتحقيق اماني الشيعة العرب في تلك في ولادة مشروعهم السياسي لخدمة اوطانهم. ولكن لم يحدث هذا بل تحولت تلك الدول إلى ساحات لخدمة المشروع الإيراني !
ثالثا:
أ:-ولكن وللأسف الشديد منعت إيران ولادة المشاريع السياسية الشيعية #الوطنية في تلك الدول العربية وبمقدمتها العراق . واسست إيران بدلا من هذه المشاريع الوطنية ( مشاريع عقائدية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني،وبمكتب المرشد الإيراني، وبدوائر الاستخبارات الإيرانية ،وجعلت من ثروات العراق ممول لمشاريعها في لبنان وسوريا واليمن وداخل إيران نفسها ) فحولت تلك الدول الأربع إلى أقاليم إيرانية وحولت التنظيمات الشيعية إلى ( ذيول ) تابعة لايران، وحولت اقتصاديات تلك الدول ومواقعها الجيواستراتيجية لخدمة إيران وأجنداتها.
ب:-بحيث حتى النظام السياسي العراقي الذي جاء بعد سقوط ديكتاتورية صدام حسين وبقيادة الشيعة مباشرة هيمنت عليه إيران وفخخته من خلال ابعاد الكفاءات والاختصاصات الشيعية والوطنية بسلاح الترهيب والتغييب والخطف والتهجير ففتحت المسرح السياسي العراقي فلملأته ( بشيعة عراقيين موالين لايران وهم أصلا اذناب ايران وعم عدد كبير من الفاشلين والفاسدين والمزورين والانتهازيين وخلطتهم مع بعثيو الخواتم وقچقچية ومنافقي السنة وحلفاءها الأكراد) فتأسس نظام عراقي هجين بلا هوية يدار من قبل قادة الخرس الثوري الايراني .فدمر العراق والمجتمع والمؤسسات وسرق ثروات واصول الدولة واعطاها لايران!
ج:- ولم تكتف ايران بذلك بل ذهبت بعيدا فأسست مليشيات مسلحة على قاعدة ( الضد النوعي ) .واسست دولة عميقة تابعه لها داخل العراق وبدعم من اجنحة سياسية وحزبية ودينية داخل العراق.
ثم انتقلت لمشروع ( استنساخ تجربة الحرس الثوري الايراني في العراق ) ليكون موازيا للجيش العراقي ويأكل بجرف الجيش بهدف الغائه، ويهيمن على الأجهزة الامنية والمفاصل الحساسة في الدولة العراقية ونهب ثروات الدولة وقوت الناس .
فضاع وتبخر حلم ( الشيعة العراقيين العرب بتجربة وطنية تبني العراق ) اي تبخر المشروع الشيعي الوطني تماما بل اصبح مراقب ومطارد هو ورموزه وانصاره بتهم مختلفة!
د:- ومن هناك لصقت تهمة ( ٤ ارهاب ) ضد كل مواطن سني وطني عروبي يبحث عن إنقاذ العراق ويبحث عن مشروع عربي ( شيعي سني ) ..مع العلم معروف تاريخيا وسياسيا ان الشيعة في العراق وسطيون ووطنيون ولا يؤمنون بتصدير المذهب، ولا يؤمنون بالطائفية، ويعشقون الوطنية مشاطرةً مع السنة العراقيين .
وعموما ان ( الشيعة العرب ) وطنيون يعشقون اوطانهم ويؤمنون بالوحدة والمصير المشترك سواء كانوا في العراق او لبنان او غيرهما.
هـ:- ومن هنا نجحت ايران بشيطنة ( الشيعة العرب ) على انهم ايرانيين وتابعين للقرار الايراني وهذه( كذبة كبرى ) .بحيث سربت وعممت ايران مقولة ان ( الشيعة العراقيين مو مال حكم ) وهذا يعني لابد من وجود ( الاب الروحي ) لهم وهي ايران لترعاهم وتعلمهم الحكم والإدارة … ومن هناك عممت إيران ان ( السنة العراقيين ارهابيين وتكفيريين ) لكي تكون هناك حجة لايران على ان وجودها لحماية ( شيعة العراق ) وحماية مقدسات الشيعة من هؤلاء الأرهابيين والتكفيريين.
ومن ثم تحمي دول الخليج وايران فيما بعد من المد السني الارهابي القادم من العراق . وهي ايضا ( كذبة كبرى ) لأنه قرون عاشوا ( الشيعة والسنة ) معا في العراق ولم تحصل بينهم مذابح وكراهية طائفية او مناطقية .وكانوا ذائبين ببعضهما البعض “تصاهر وشراكات تجارية وعقارية ومصير مشترك وشرف واحد وعرض واحد ومصير واحد” !
ومن هنا تقهقر واصيب بالشلل اي “المشروع السياسي الشيعي الوطني”!










