روسيا تستهدف مقر رئاسة الوزراء الأوكرانية لأول مرة في أعنف هجوم منذ بدء الحرب
شهدت العاصمة الأوكرانية كييف فجر السابع من سبتمبر 2025 أعنف هجوم جوي منذ بداية الحرب، حيث استهدفت روسيا مبنى مجلس الوزراء الأوكراني لأول مرة، في تصعيد خطير يُعتبر الأكبر من نوعه منذ فبراير 2022.
هجوم بحجم غير مسبوق
أطلقت روسيا أكثر من 800 طائرة مسيّرة وصاروخ في هذا الهجوم الذي يُعد الأكبر من نوعه منذ بداية الغزو الروسي، بحسب القوات الجوية الأوكرانية. تمكنت الدفاعات الجوية الأوكرانية من إسقاط 747 طائرة مسيّرة و4 صواريخ، لكن 56 طائرة مسيّرة و9 صواريخ نجحت في الوصول إلى أهدافها عبر 37 موقعاً مختلفاً.

الهجوم على مقر الحكومة
وللمرة الأولى منذ بداية الحرب، تعرض مبنى مجلس الوزراء في منطقة بيشيرسكي وسط كييف لضربة مباشرة من طائرة مسيّرة من نوع FPV. أكدت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو أن “المبنى الحكومي تضرر لأول مرة جراء هجوم للعدو – السقف والطوابق العلوية”.
اندلع حريق هائل في الطوابق العليا من المبنى الذي يضم مكاتب الوزراء الرئيسيين ومكتب رئيس الوزراء، وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيفة في السماء الزرقاء الصافية بعد شروق الشمس مباشرة.
جهود الإطفاء والإنقاذ
أكدت هيئة الطوارئ الأوكرانية أن الحريق استمر على مساحة تُقدّر بنحو 1000 متر مربع، وتم نشر حوالي 400 من عمال الطوارئ و100 وحدة معدات متخصصة، بما في ذلك المروحيات، للمشاركة في عمليات الإطفاء والإنقاذ.

استُخدمت مروحيات في عمليات إخماد الحرائق، وهي من بين الطائرات التي قدمتها البرتغال لأوكرانيا كجزء من المساعدات العسكرية الأوروبية.
الخسائر البشرية والأضرار
أسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 18 آخرين في كييف وحدها. من بين الضحايا طفل رضيع لم يتجاوز العام الواحد وأمه الشابة، حيث تم انتشال جثتيهما من تحت الأنقاض في منطقة سفياتوشينسكي.
تضررت عدة مباني سكنية في أحياء مختلفة من العاصمة، حيث اندلعت الحرائق في مباني متعددة الطوابق نتيجة سقوط شظايا الطائرات المسيّرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية.

تداعيات الهجوم والردود الدولية
وصف المسؤولون الأوكرانيون الهجوم بأنه تصعيد خطير يستهدف قلب مؤسسات الدولة. وأشار وزير الخارجية الأوكراني أندريي سيبيها إلى أن هذا “أول هجوم بأكثر من 800 طائرة مسيّرة وصاروخ في ليلة واحدة”، مطالباً بفرض عقوبات جديدة على روسيا وتعزيز أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية.
الموقف الروسي
من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن ضرباتها تقتصر على “المنشآت العسكرية الأوكرانية والبنية التحتية المرتبطة بها”، نافية استهداف المدنيين أو المباني الحكومية المدنية. لكن الأدلة الميدانية تشير إلى عكس ذلك، حيث تضررت مباني سكنية ومدنية بشكل واضح.
السياق الأوسع للهجوم
يأتي هذا الهجوم في إطار تصعيد روسي متزايد يستهدف البنية التحتية الحيوية والمباني الحكومية الأوكرانية. وقد شمل الهجوم أيضاً مدناً أخرى مثل كريفي ريه، دنيبرو، كريمنتشوك، وأوديسا.

في المقابل، ردت أوكرانيا بمهاجمة خط أنابيب النفط الروسي “دروجبا” في منطقة بريانسك، في إطار حملتها المستمرة لاستهداف البنية التحتية الطاقة الروسية.
التأثير على السكان المدنيين
أجبر الهجوم المئات من السكان على الإخلاء، بينما لجأ الآلاف إلى الملاجئ المحصنة تحت الأرض. وأشارت السلطات المحلية إلى أن نظم الإنذار المبكر عملت بكفاءة، مما قلل من حجم الخسائر البشرية المحتملة.
التطورات الأخيرة في الصراع
هذا الهجوم يأتي في وقت تشهد فيه الحرب الأوكرانية الروسية تصعيداً متجدداً، حيث تسعى روسيا لممارسة ضغوط أكبر على القيادة الأوكرانية من خلال استهداف مراكز صنع القرار مباشرة.
الهجوم على مبنى مجلس الوزراء يمثل خطاً أحمر جديداً في الصراع، حيث تجاوزت روسيا حدود استهداف البنية التحتية العسكرية لتطال قلب الحكومة الأوكرانية نفسها.










