وجه سفير إثيوبيا لدى الصومال، سليمان ديديفو، انتقادات لاذعة إلى جامعة الدول العربية، متهما إياها بـ”الانحياز الواضح إلى مصر” في النزاع المستمر حول سد النهضة الإثيوبي الكبير، وذلك في تصريحات علنية اعتبرت من بين الأشد لهجة من جانب مسؤول إثيوبي رفيع تجاه الجامعة.
وفي بيان نشره على منصة “X” (تويتر سابقا)، شكك السفير ديديفو في حياد الجامعة وشرعية تدخلها في ملف السد، قائلا: “هل هذه حقا جامعة دول عربية، أم مجرد أداة لتنفيذ سياسة مصر المناهضة لإثيوبيا؟”.
اتهامات مباشرة بتحيز الجامعة
السفير الإثيوبي انتقد ما وصفه بـ”التركيز غير المبرر” من قبل الجامعة على مشروع سد النهضة، في الوقت الذي تتجاهل فيه، حسب تعبيره، قضايا أكثر إلحاحا مثل النزاعات الداخلية، والمجاعات، والنزوح داخل الدول الأعضاء.
وكتب ديديفو في منشوره:”لقد تجاهلت جامعة الدول العربية الصراعات والنزوح والمجاعة التي تؤثر على دولها الأعضاء، بينما استهدفت بشكل مهووس تنمية إثيوبيا لمواردها المائية”.
كما تساءل عن الأساس القانوني أو الأخلاقي الذي يمنح الجامعة حق التدخل في شؤون الموارد الطبيعية لدولة غير عضو:”ما هو الحق القانوني أو الأخلاقي الذي تملكه الجامعة لإقناع إثيوبيا بضرورة الحصول على موافقة مصر للاستفادة من ثرواتها الطبيعية؟”
السياق المتوتر: سد النهضة ونزاع المياه
تأتي هذه التصريحات وسط تصاعد مستمر في حدة التوتر بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، وهو المشروع الضخم الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق، وتعتبره مصر تهديدا مباشرا لأمنها المائي.
بينما ترى إثيوبيا أن السد يمثل مشروعا سياديا وركيزة أساسية لتنميتها الاقتصادية وتلبية احتياجاتها من الكهرباء، فإن القاهرة تعتبر ملء وتشغيل السد دون اتفاق خطوة تهدد حصتها التاريخية من مياه النيل.
وقد أصدرت جامعة الدول العربية، في عدة مناسبات، بيانات تدعم الموقف المصري، وتطالب إثيوبيا بعدم اتخاذ خطوات أحادية، وهو ما تعتبره أديس أبابا انحيازا صارخا وغير مبرر.
تأثير محتمل على جهود الوساطة
يرى مراقبون أن لهجة السفير الصريحة وغير المعتادة قد تعقد جهود الوساطة الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل جمود المحادثات التي ترعاها أطراف مثل الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة، وفشلها المتكرر في الوصول إلى اتفاق شامل وملزم.
كما قد تؤثر هذه التصريحات سلبا على علاقات إثيوبيا مع عدد من الدول العربية، خصوصا تلك التي تحاول لعب دور الوسيط أو الحفاظ على علاقات متوازنة مع طرفي النزاع.










