كشفت مصادر عسكرية متطابقة في السودان، عن بدء قوات الدعم السريع (RSF) في تشغيل طائرات مروحية عسكرية قتالية من طراز “أبابيل” (Ababil)، والتي يعتقد أنها مروحيات هجومية أو متعددة الاستخدامات قادرة على القتال والنقل.
وصلت هذه المروحيات إلى مهبط “اليوناميد السوبر كامب” شمال مدينة نيالا (عاصمة جنوب دارفور)، من دولة مجاورة غير محددة، خلال شهر يونيو 2025، وتم طلاؤها بلون أخضر أو يشبه زي قوات الدعم السريع الصحراوي للتمويه.
يأتي هذا التطور في سياق الصراع المستمر بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، حيث تسيطر قوات الدعم على نيالا منذ أكتوبر 2023، وتحولت المدينة إلى مركز قيادة عسكري وسياسي رئيسي لها.
تفاصيل التشغيل:
وفقا لمصادر عسكرية داخل الدعم السريع، تم استيراد عدد غير محدد من هذه المروحيات لتعزيز القدرات الجوية، خاصة بعد تعرض الطرق البرية للإمدادات للهجمات من قبل الجيش السوداني.
يدار المهبط من قبل الدعم السريع بفضل موقعه المحصن وتوافر خزانات وقود جاهزة، كما أعادت الدعم السريع تشغيل مطار نيالا الدولي منذ سبتمبر 2024، لاستقبال رحلات جوية مستمرة، بما في ذلك نقل العتاد والقادة.
لإمدادات العسكرية:
تقوم المروحيات برحلات منتظمة لنقل الإمدادات العسكرية (مثل الذخيرة والوقود) والقادة إلى مواقع استراتيجية مثل الفاشر، أم كدادة، قاعدة الزرق (شمال دارفور)، كأس (غرب نيالا)، زالنجي (وسط دارفور)، وأم دافوق (الحدود مع أفريقيا الوسطى).
هذا النقل يهدف إلى تجنب الخسائر في الطرق البرية، التي تستهدف بانتظام بمدفعية الجيش، خاصة في الفاشر. وصف شهود عيان في نيالا سماع صوت مروحيات عسكرية يوميا حوالي الساعة 7 مساء ومنتصف الليل في الجزء الشمالي من المدينة.
الطاقم والدعم الأجنبي:
تشير المصادر إلى قيادة بعض هذه المروحيات بواسطة طواقم أجنبية، بما في ذلك عناصر أوكرانيين، كما في حالة نقل لواء من الدعم السريع إلى منطقة المثلث قرب نيالا. تم التحقق من فيديو نشره عناصر الدعم السريع يظهر أجانب حول مروحية في أم دافوق، مما يعكس الاعتماد على خبراء أجانب لتشغيل القدرات الجوية المتقدمة.
هذا يتناسب مع تقارير سابقة عن تجنيد الدعم السريع لمرتزقة وخبراء من دول مثل كولومبيا، جنوب السودان، والصومال لتدريب على المسيرات والدفاع الجوي في نيالا.
حرب السودان
في إطار الحرب الأهلية السودانية التي اندلعت في أبريل 2023، أصبحت نيالا قاعدة رئيسية لقوات الدعم السريع بعد سيطرتها عليها في أكتوبر 2023، مما سمح لها ببناء “حكومة موازية” وتحالفات قبلية.
ويستخدم المطار والمهابط لتهريب الذهب من مناجم جنوب دارفور، وإجلاء الجرحى، واستقبال أسلحة متطورة مثل المسيرات الصينية (CH-95 أو FH-95)، كما كشفت صور أقمار صناعية من جامعة ييل في أبريل 2025.
ومع ذلك، يواصل الجيش السوداني قصفا جويا بمسيرات على مواقع الدعم السريع في نيالا، مثل جامعة نيالا (التي تحولت إلى مركز تدريب) وسجن كوبر، مما أسفر عن خسائر في الأرواح والممتلكات.
هذا التشغيل يعزز من قدرة الدعم السريع على السيطرة الجوية في دارفور، لكنه يثير مخاوف من تصعيد النزاع، خاصة مع اتهامات الجيش لدول مثل الإمارات بدعم الدعم السريع بأسلحة جوية.
المصادر تؤكد أن هذه الخطوة جزء من استراتيجية الدعم السريع لتعزيز اللوجستيات في مواجهة الهجمات الجوية للجيش، وسط نزوح جماعي وانتهاكات حقوقية مستمرة في المنطقة.










