أعرب رجل الأعمال المصري البارز نجيب ساويرس عن قلقه العميق من تفاقم الدين الخارجي لمصر، مشددا على أن استمرار التعاون مع صندوق النقد الدولي بات ضرورة ملحة في ظل الأوضاع المالية الراهنة، ولا سيما مع التزامات سداد ضخمة خلال العام الجاري.
وفي تصريحات له خلال مؤتمر “ثنك كوميرشال” العقاري، الذي عقد في 8 سبتمبر 2025 تحت عنوان “صناعة العقار تقود الاستثمار والتصدير”، قال ساويرس إن “الحديث عن وقف برنامج التعاون مع صندوق النقد غير واقعي”، مؤكدا أن مصر بحاجة ماسة إلى الاستمرار في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية لتعزيز الاستقرار وجذب الاستثمار.
الدين الخارجي تحد رئيسي
تحدث ساويرس عن الواقع الصعب الذي يواجهه الاقتصاد المصري، حيث بلغ الدين الخارجي 156.7 مليار دولار بنهاية الربع الأول من 2025، منها أكثر من 25 مليار دولار ديون قصيرة الأجل مستحقة هذا العام، معتبرا أن “العقبة الوحيدة أمام مصر حاليا هي سداد هذه الديون”.
واقترح رجل الأعمال حلولا عملية، منها طرح الأراضي المتبقية في الساحل الشمالي والبحر الأحمر بالدولار للمصريين في الخارج والأجانب.
وكذلك تسريع وتيرة خصخصة الشركات الحكومية المتعثرة أو غير الفعالة.
مؤشرات إيجابية وتفاؤل حذر
رغم التحديات، عبر ساويرس عن تفاؤله الحذر بتحسن الأوضاع الاقتصادية خلال النصف الثاني من 2025، متوقعا نموا بنسبة 4%، مع انخفاض معدلات التضخم، وإمكانية خفض أسعار الفائدة بين 1 و4%، ما قد يشجع الاستثمار المحلي والأجنبي.
كما أشار إلى أن مصر ما زالت تمتلك فرصا قوية في القطاعات التالية السياحة (90% من استثماراتها يقودها القطاع الخاص)، والعقارات والتعليم والصحة، والاستثمار الزراعي والتصنيع الغذائي.
نقد مشروعات الدولة العقارية
وفي تقييمه لمشروع العاصمة الإدارية، أشار ساويرس إلى أن تنفيذه كان يجب أن يسند للقطاع الخاص، مقترحا التمهل قبل طرح المرحلة الثانية منه.
كما انتقد أنظمة السداد الطويلة للوحدات العقارية (12 إلى 15 عاما)، معتبرا أنها تضر بالمطورين، وتقود إلى فوائد مرتفعة تصل إلى 70% من قيمة الوحدة.
تحذير من نظام اقتصادي “هجين”
ودعا ساويرس الحكومة إلى تبني نظام اقتصادي واضح، متخليا عن “النظام المختلط” بين الاشتراكية والرأسمالية، مؤكدا أن الدول التي تطورت (مثل الصين وروسيا) اختارت الاقتصاد الحر.
وقال:”النظام نصفه اشتراكي ونصفه رأسمالي لا يصلح. علينا التوقف عن رفع الشعارات، والتوجه نحو إصلاحات حقيقية”.
التعدين والذهب: ندم وفرص جديدة
كما أعرب ساويرس عن ندمه على اختيار الاستثمار في التنقيب عن الذهب داخل مصر بدلا من دول أفريقية أخرى، مؤكدا أن تجربته في ساحل العاج كانت أكثر جدوى.
وأضاف أن شركته تعمل حاليا في العراق، ووقعت عقودا للتنقيب في السودان، مع أمل بانتهاء الحرب هناك قريبا.
كما توقع ارتفاع أسعار الذهب عالميا إلى 5000 دولار للأوقية، مع استمرار البنوك المركزية في الشراء رغم تراجع كميات المعروض.
البورصة والاندماجات
وقال ساويرس إنه لا يخطط لطرح شركات جديدة في البورصة، مفضلا دمج الشركات الجديدة ضمن كيان “أوراسكوم للاستثمار” لرفع القيمة السوقية.
وكشف عن استحواذ مجموعته مؤخرا على شركات في المطاعم والترفيه، ضمن خطط توسع وتنويع النشاط.
في ختام تصريحاته، وجه ساويرس نصيحة للشباب قائلا:
“لا تتسرعوا في اتخاذ القرارات. لو عايز تعمل تطبيق أو مشروع، ادخل على ChatGPT واسأله!”










