قدم منتخب إثيوبيا شكوى رسمية إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) عقب انتهاء مباراتهم الأخيرة ضد منتخب مصر، والتي أثارت جدلاً واسعاً بين الجماهير والوسط الرياضي في القارة. شهدت المباراة التي جرت في إطار تصفيات كأس الأمم الأفريقية توترات كبيرة وأحداثاً مثيرة دفعت الجانب الإثيوبي لاتخاذ خطوة نادرة بإعلان تحفظه عبر شكوى رسمية، مما يسلط الضوء على أزمة جديدة قد تؤثر في مسار التصفيات والكرة الإفريقية بشكل عام.
خلفية المباراة والأحداث المثيرة
التقى المنتخبان الإثيوبي والمصري في مباراة بغاية الأهمية على ملعب المباراة في إثيوبيا، حيث كانت المنافسة على بطاقة التأهل في غاية الشدة. بدأت المباراة بتكافؤ في الأداء، ولكن مع انطلاق الشوط الثاني، تصاعدت حدة النزاعات بين لاعبي الفريقين، وتدخل الحكام بصعوبة للسيطرة على الأجواء. أثارت عدة قرارات تحكيمية والاستياء من طريقة تطبيق القانون غضب الجانب الإثيوبي، الذي اعتبر أن المنتخب المصري وُجد لتحقيق الفوز بالنفوذ وليس باللعب النظيف.
شهدت المباراة أيضاً عدة حالات اعتراض وتحولات دراماتيكية منها طرد لاعب إثيوبي بداعي التحايل على الحكم، بالإضافة إلى احتجاجات متبادلة بين اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني. وكادت المباراة أن تُوقف عدة مرات بسبب المشادات الكلامية والاشتباكات الجسدية الخفيفة على أرض الملعب.
تفاصيل الشكوى الرسمية لإثيوبيا
أصدرت اللجنة المنظمة للمنتخب الإثيوبي بياناً رسمياً مساء اليوم الأحد، كشفت فيه أسباب الشكوى الموجهة للكاف، مطالبين بإعادة النظر في نتيجة المباراة أو حتى إعادة إقامتها في ظل ما وصفوه بـ«الظلم التحكيمي الواضح والتدخلات غير الرياضية التي أثرت على سير اللقاء».
وجاء في نص الشكوى أن :
الحكم أتى بعدة قرارات مثيرة للجدل ضد لاعبي إثيوبيا، خاصة حالات التسلل وطرد لاعبهم الأساسي.
وجود سوء تنظيم وتأثيرات واضحة من اتجاه الحضور المصري داخل الاستاد.
تجاهل للحوادث التي تعرض لها اللاعبون الإثيوبيون وعدم منح الجزاء الصحيح لهم.
استعمال تقنيات الفيديو لم يتم بالشكل الأمثل، مما أدى إلى قرارات خاطئة وغير عادلة.
طالب الاتحاد الإثيوبي لكرة القدم الكاف بـ«فتح تحقيق عاجل وشامل» في مجريات المباراة. كما طلبوا تعزيز دور الحكام وفرض معايير دقيقة للتعامل مع مباريات حاسمة كهذه. وفي بيان منفصل، أكد الاتحاد الإثيوبي أن هدفهم ليس التعطيل وإنما ضمان تطبيق العدالة والمساواة في المنافسات الإفريقية.
ردود الأفعال المصرية والمواقف الرسمية
في الجانب المصري، عبر اتحاد الكرة المصري عن استغرابه من هذه الخطوة، معتبراً أن ما حدث في المباراة طبيعي في عالم كرة القدم وخاصة في المباريات الحاسمة، وأن مثل هذه الشكاوى قد تؤثر سلباً على روح المنافسة. وأكد الاتحاد أن الحكم الدولي كان محايداً وإن قرار الكاف النهائي سيكون ملزماً للجميع.
عدد من اللاعبين والجهاز الفني للمنتخب المصري رفضوا التعليق المبالغ فيه، مؤكدين أن الفريق قدم مباراة شجاعة وظهر بروح رياضية عالية وأن كل ما حدث هو جزء من التوترات الطبيعية في المنافسة.
آراء خبراء كرة القدم والإعلام الرياضي
حلل خبراء في التحكيم الرياضي والأداء الفني لقاء مصر وإثيوبيا، ورأوا أن المباراة كانت تحمل مشاعر وطنية عالية، مما جعل التوترات على أرض الملعب مرتفعة. أشاروا إلى أن قرارات الحكام كانت محل نقاش، لكن ليس إلى حد التحيز الكامل، وانتقدوا اعتراض الجانب الإثيوبي على بعض القرارات، مع الدعوة إلى تحسين جودة التحكيم في القارة.
كما تفاعل الإعلام الرياضي على نطاق واسع مع الشكوى، مع بعض المحللين الذين أبدوا تفهمهم لموقف إثيوبيا في التعامل مع ما اعتبروه إحباطاً رياضياً، بينما رأى آخرون أن تأجيج الخلافات عبر الشكوى الرسمية قد يضر بسمعة الرياضة الإفريقية.
تداعيات الشكوى على التصفيات ومستقبل العلاقة بين المنتخبين
يرى مراقبون أن هذه الشكوى يمكن أن تكون نقطة تحول في مسار التصفيات، حيث قد يفتح الكاف تحقيقات قد تؤدي لإعادة النظر في نتائج أو إجراءات تحكيمية، مما قد يغير موازين التأهل ويصعب من مهمة المنتخبات في المنطقة.
كما أن العلاقات بين المنتخبين قد تشهد توتراً يمتد إلى مباريات ودية أو لقاءات مستقبلية، مما يحتم على الجهات الرئاسية للاتحادات الرياضية بذل المزيد من الجهود للحفاظ على السلامة التنافسية والاحترام المتبادل.
تتجه الأنظار الآن إلى الكاف الذي ستكون قراراته ومواقفه حاسمة في هذه القضية الحساسة، لتحديد ما إذا كان سيعاقب أو يعيد الإجراءات أو يرفض الشكوى بناء على الأدلة المقدمة.










