شهدت مباراة المنتخب الجزائري ضد غينيا التي جرت مساء الاثنين 8 سبتمبر 2025، ضمن الجولة الثامنة من تصفيات كأس العالم 2026، أداءً متكافئًا وتعادلًا سلبيًا (0-0) في مواجهة حذرة تعكس قوة الطرفين وحرصهما على النقاط في السباق نحو المونديال. أُقيم اللقاء على ملعب “الدار البيضاء” بالمغرب، وذلك بسبب عدم توفر ملاعب معتمدة في غينيا، حيث تميزت الأجواء بالتوتر الحذر الذي فرضه الأهمية المصيرية للمباراة في ظل حسابات معقدة لوضع الترتيب ضمن المجموعة السابعة.
أجواء المباراة وأداء الفريقين
دخل المنتخب الجزائري اللقاء وهو يتصدر المجموعة برصيد 18 نقطة، متفوقًا بفارق 6 نقاط عن أوغندا صاحب المركز الثاني، في حين يمتلك منتخب غينيا 10 نقاط ويحتل المركز الرابع. لم يسمح الفريقان بفتح خطوط اللعب بسهولة، فكانت المواجهة تكتيكية بحتة مع اعتماد غينيا على الدفاع المنظم والاعتماد على الكرات المرتدة، بينما سعى المنتخب الجزائري إلى فرض إيقاعه عبر تحكم وسط الملعب وشن هجمات منظمة، إلا أن الحذر الدفاعي ساد أغلب أوقات المباراة.
الاتزان الدفاعي والحذر التكتيكي
اتسمت المباراة بحذر دفاعي كبير من كلا الفريقين للتفادي ارتكاب أخطاء تؤدي إلى فقدان نقاط ثمينة في ترتيب المجموعة. اعتمد المنتخب الجزائري على عناصر دفاعية متمرسة مثل يوسف عطال ونوفل خاسف بهدف إغلاق المساحات وتحجيم المد الهجومي لغينيا، كما شهدت المباراة مستويات عالية من التركيز في خط الوسط بقيادة نبيل بن طالب حيث لم تسمح بإطلاق هجمات مرتدة ناجحة من الفريق الخصم.
غيابات مؤثرة واستدعاءات جديدة
عانى المنتخب الجزائري من غياب مدافعه ريان آيت نوري بسبب الإصابة، لكن استدعاء الظهير نوفل خاسف لتعويضه شكل خيارًا جيدًا أظهر جدارته في المباراة. غياب أيت نوري كان مصدر قلق للجهاز الفني الذي تطلع إلى تعزيز عمق التشكيلة عبر استغلال المواجهة الودية لإدخال تشكيلات بديلة وتقييم استعداد اللاعبين.
تأثير التعادل على مشوار التصفيات
رغم التعادل السلبي، حافظ المنتخب الجزائري على صدارة المجموعة وابقى على حظوظه قوية نحو التأهل المباشر لكأس العالم 2026، خصوصا مع تعقيدات منافسة موزمبيق وأوغندا على المركز الثاني المؤهل للملحق القاري. يحتاج المنتخب الجزائري إلى 4 نقاط من آخر 3 مباريات لضمان تأهله الرسمي بغض النظر عن نتائج المنافسين.
ردود فعل وحصاد فني
أكد الجهاز الفني بقيادة المدرب أن نتائج المباراة تعكس أن المنافسين في المجموعة على قدر كبير من القوة والصلابة، وأن عدم تسجيل الأهداف لا يعني ضعف الأداء بل التوازن التكتيكي والحذر المتبادل. وأشاد بالجهود الدفاعية الحاسمة التي قدمها اللاعبون، مشيرًا إلى أن التجارب خلال هذه المباريات تمثل إضافة بخبرة قبل المواجهات الحاسمة المقبلة.
خلفيات وتنظيم المباراة في ملعب محايد
قررت اللجنة المنظمة استضافة المباراة على أرض محايدة في المغرب بسبب عدم توفر ملاعب معترف بها دوليًا في غينيا، مما أضاف بعدًا آخر للحسابات التكتيكية، حيث اضطر الفريقان للتكيف مع الأجواء التي لم تكن مألوفة للفريق الغيني على وجه الخصوص.
خلال المبارايات القادمة، يتطلع المنتخب الجزائري للحفاظ على التركيز العالي والفعالية الهجومية لتأكيد تفوقه والتتويج ببطاقة التأهل المباشرة، مع توقع منافسة شديدة من أوغندا وموزمبيق في مباريات المجموعة.










