في تصريح لافت يعكس تصاعد التوتر السياسي الداخلي في لبنان، أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أن سلاح حزب الله “شرعي أكثر من شرعية الحكومة اللبنانية”، معتبرا أن المقاومة خرجت منتصرة في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل، ووافقت على وقف إطلاق النار من موقع القوة، وليس الضعف.
وفي حديث إذاعي، أوضح رعد أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن في 27 نوفمبر 2024 جاء بعد 66 يوما من المواجهات التي فشل خلالها الإسرائيلي في تحقيق أهدافه الميدانية، مشددا على أن “المقاومة لم تهزم، بل هي من وافقت على وقف النار بإرادتها”.
انتقادات لقرار 5 أغسس الحكومي
وحول قرار الحكومة اللبنانية في 5 أغسطس الذي قضى بحصر السلاح بيد الدولة، اعتبر رعد أن القرار “مناقض للوفاق الوطني، واتفاق الطائف، والتوازن الداخلي”. واصفا ما جرى بأنه محاولة لـ”التنكر لأربعة عقود من الردع والمقاومة، ولآلاف الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي”.
وأشار إلى أن القرار جاء في لحظة “غيبوبة وطنية” واستجابة لضغوط أجنبية، متسائلا: “هل تتحقق السيادة الوطنية بنقل المشكلة إلى الداخل بدل أن تكون مع العدو الإسرائيلي؟”.
سلاح المقاومة.. “حق مشروع ووطني”
وشدد محمد رعد على أن المقاومة تمارس حقها المشروع و”القانوني والوطني والإنساني والدولي” في الدفاع عن الأرض والسيادة، مؤكدا أن “لا منطق سيادي في العالم يمكن أن ينزع هذا الحق من المقاومة طالما هناك احتلال وعدوان”.
وأضاف: “من يتوهم أن المقاومة ضعفت واهم.. ومحاولات فرض موازين قوى جديدة عبر الدعم الأميركي والإسرائيلي لن تفلح”.
التريث بعد 5 سبتمر
ووصف جلسة الحكومة في 5 سبتمر بأنها شكلت “خطوة تراجعية”، تعكس شعورا لدى أطراف في السلطة بأنهم “أمام طريق مسدود”. معتبرا أن ما حصل هو “تريث تكتيكي وليس حلا حقيقيا”، مشيرا إلى أن حزب الله تعامل بحكمة وضبط نفس رغم الاستفزازات، حرصا على السلم الأهلي.
انفتاح مشروط على الحوار حول السلاح
وأكد رعد أن حزب الله منفتح على النقاش حول مستقبل السلاح ودوره، لكن “ضمن استراتيجية دفاع وطني تحفظ السيادة، وتكون قائمة على التوافق، لا الإملاءات الخارجية”. وأضاف:
“نناقش حين تتحقق السيادة… أما الآن، فالعدو لا يزال يحتل، والضمانات الغربية لم تحترم”.
إيران و”الدعم دون طلب”
في سياق آخر، وصف رعد إيران بأنها “صديق لم يقصر في دعم لبنان”، مؤكدا أن كل ما قدمته طهران “كان بمبادرات منها، ولم يطلب منها شيء”، وأن “العدو الاستراتيجي واحد، وهو إسرائيل”.
العلاقة مع الرئاسة والتوقعات المستقبلية
وعن العلاقة مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، قال رعد إن حزب الله يحرص على علاقة طبيعية يسودها الحوار والصراحة، مشيرا إلى أن الحكومة “ارتكبت خطيئة بحق البلد والمقاومة”، ولا مجال لتصحيح المسار إلا بـ”التراجع الكامل عن هذه الخطيئة”.
واختتم رعد حديثه بالتأكيد على أن حزب الله مستعد لممارسة حقه “دون تردد” إذا اقتضت المصلحة الوطنية ذلك، مشيرا إلى أن “الاستسلام للعدو لن يكون خيارا”، وأن “الالتزام بالاتفاقات الدولية يجب أن يشمل الجميع، لا أن يفرض على طرف ويتنصل منه الآخرون”.
يأتي هذا التصعيد في الخطاب من قبل أحد أبرز قياديي حزب الله في وقت يشهد فيه لبنان تجاذبا داخليا حول مستقبل سلاح الحزب، في ظل ضغوط دولية متزايدة على الحكومة اللبنانية لضبط السلاح غير الشرعي، ومع تكرار الاشتباكات الحدودية مع إسرائيل، واحتمال تدهور الأوضاع الأمنية بشكل أكبر في الجنوب.










