تشهد نيبال موجة احتجاجات جماهيرية ضخمة قادها جيل “الـGen Z”، في تحول سياسي يأخذ خطوات حقيقية نحو الاستقرار. فقد عبر المتظاهرون عن رفضهم المكثف للفساد وهجوم الحكومة على حرية التعبير عبر حظر وسائل التواصل الاجتماعي — ما أدى إلى استقالة رئيس الوزراء كي.بي. شارما أولي — وطالبوا بأن تتولى سوشيلا كاركي، رئيسة المحكمة العليا السابقة، رئاسة حكومة انتقالية.
تصاعد الاحتجاجات
انطلقت الاحتجاجات بعد فرض السلطات حظرا على أكثر من 26 منصة تواصل اجتماعي، أثار غضب شباب نيبال الذين نظموا احتجاجات واسعة باتت تعرف بـ”ثورة Gen Z”
قتل ما لا يقل عن 19 متظاهرا وأصيب المئات بجروح جراء اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والمطاطیة، مما دفع الجيش إلى التدخل وفرض حظر تجول واسع النطاق في العاصمة كاتماندو وضواحيها.
ترشيح سوشيلا كاركي
خلال مفاوضات أجراها ممثلو المتظاهرين مع الحكومة، اقترح الطرف الشبابي اختيار سوشيلا كاركي لتتولى رئاسة حكومة مؤقتة، وهي أول امرأة تشغل منصب رئيسة المحكمة العليا في نيبال، وتعتبر رمزا للنزاهة والاستقلالية
هذا المقترح حظي بتأييد واسع من صفوف الحركة الشبابية، باعتبارها قائدة غير حزبية، قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية نحو انتخابات جديدة وتفعيل إصلاحات سياسية جوهرية.
من سوشيلا كاركي؟
سوشيلا كاركي هي أول امرأة تتولى رئاسة المحكمة العليا في نيبال (من 2016 إلى 2019)، وهي ناشطة معروفة في مكافحة الفساد والدفاع عن استقلالية القضاء.
خلال فترتها، ألغت قرارات سابقة لرئيس الوزراء أولي، مما أدى إلى محاولة عزله من قبل البرلمان. هي خريجة جامعة بنارس الهندوسية (BHU) في الهند، وتعتبر رمزا للنزاهة في الأوساط النيبالية.
وأفادت تقارير بأن كاركي قبلت طلب المتظاهرين لقيادة الحكومة المؤقتة، وفقا لتصريحاتها لقناة CNN News18، مشيرة إلى التزامها بتهدئة الأزمة وفتح حوار مع الجيش النيبالي لضمان الاستقرار.
و أغلبية الجيل Z يدعم كاركي كقائدة انتقالية لتشكيل الحكومة وإجراء مفاوضات مع الجيش، مع التركيز على إعداد انتخابات حرة. ومع ذلك، هناك انقسام طفيف، حيث يدفع فصيل آخر بعضد شاه كبديل أكثر شبابا وشعبية.
ويتوقع أن يساعد تعيين كاركي في تهدئة التوترات، خاصة مع مخاوف من تدخل الجيش أو تفاقم الاضطرابات.
الوضع الأمني والسياسي
ردا على الفوضى التي اجتاحت العاصمة، انتشر الجيش في شوارع كاتماندو وأعلن التزامه بفرض النظام خلال ساعات منع التجول.
وحتى الآن، لم تسفر المفاوضات عن اتفاق بين الطرفين، لكن الاحتجاجات التي بدأت سلمية تحولت إلى حالة من التوتر، خاصة بعد اقتحام المباني الحكومية وإحراق بعضها.
غضب الجيل الجديد
يترافق الحراك مع أزمة اقتصادية حادة، وارتفاع معدلات بطالة الشباب، ونفوذ واسع الفساد السياسي، ما أثار غضب الجيل الجديد الذي لا يرى مستقبلا واعدا في النظام الحالي.
حظر منصات التواصل الاجتماعي، وإن تم رفعه لاحقا، أسقط ورقة مهمة للمراقبة المدنية وأسهم في تفجير الغضب ضد الاضطهاد الرقمي.
بدأت نيبال فجر 10 سبتمبر تحت هزة قوية لم تسكن ضجيجها بعد. شباب النار الثورية (“Gen Z”) رسموا معالم مرحلة جديدة بتحالفهم المولود من المطالب السياسية والرقمية، وتوحد صفوفهم حول سوشيلا كاركي كرمز للشفافية والتحول. وبينما تدور مفاوضات محمومة، يبقى السؤال: هل تنجح البلاد في اجتياز أزمة التأسيس السياسي دون مزيد من الدماء؟










