أصدرت قوات الدفاع في إقليم بونتلاند شمال شرقي الصومال إنذارا عاجلا لمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المحاصرين في وادي بلعدة، منحتهم فيه مهلة 72 ساعة لتسليم أنفسهم سلميا، أو مواجهة عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف مواقعهم داخل الوادي.
فرصة أخيرة لتجنب إراقة الدماء
وجهت السلطات تحذيرات مباشرة إلى المسلحين المتحصنين داخل المخابئ الجبلية في وادي بلعدة، مشيرة إلى أن هذه المهلة تمثل “الفرصة الأخيرة” لتجنب المواجهة الدامية. ووفقا لبيان رسمي صادر عن القيادة العسكرية في بونتلاند، فإن حكومة الإقليم دعت عناصر التنظيم إلى إلقاء السلاح والتواصل مع قوات الأمن للاستسلام الآمن.
وقال البيان:”تدعو حكومة بونتلاند مقاتلي داعش وأي شخص يرغب في الاستسلام إلى التواصل مع قوات أمن بونتلاند خلال 72 ساعة. حياتكم غالية.”
وقد تم إصدار الرسالة بعدة لغات لضمان وصولها إلى جميع المقاتلين، سواء المحليين أو الأجانب، وسط تشديد على ضمان المعاملة الإنسانية لأي عنصر يقرر الاستسلام، بما يشمل عودته الآمنة إلى أسرته ومجتمعه المحلي.
لا مفر من العواقب
وفي الوقت ذاته، حذرت السلطات الأمنية من أن عدم الامتثال سيواجه برد عسكري قاس، حيث أكدت أن القوات جاهزة لشن عملية شاملة في حال انتهاء المهلة دون نتائج ملموسة.
وأضاف البيان: “لن يكون هناك مفر. هذه هي الفرصة الأخيرة.”
تزامن مع عمليات أمريكية في جوليس
تأتي هذه التطورات بعد أيام فقط من اختتام القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) عملية عسكرية مشتركة استمرت أسبوعين، بالتعاون مع الحكومة الفيدرالية الصومالية، استهدفت مخابئ داعش في جبال جوليس، وهي منطقة جبلية نائية تشتهر بوجود قيادات بارزة للتنظيم.
وقد شملت العملية ضربات جوية دقيقة ضد مواقع تم تحديدها على أنها مراكز قيادة وتحكم لعناصر داعش في المنطقة، في إطار جهود دولية مستمرة لمكافحة الإرهاب في القرن الأفريقي.
حملة أمنية مكثفة لتفكيك معاقل داعش
وأكدت قيادة قوات بونتلاند أن الحصار المفروض على وادي بلعدة يمثل جزءا من حملة أمنية أوسع لتفكيك ما تبقى من معاقل تنظيم داعش في شمال الصومال، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الفيدرالية والشركاء الدوليين.
وأشار مسؤولون محليون إلى أن التنظيم بدأ يفقد قدرته على الحركة والتجنيد في الإقليم، نتيجة العمليات المتواصلة، مؤكدين أن الوقت قد حان لإنهاء وجود داعش في المنطقة بشكل كامل.
وتواصل القوات الأمنية استعداداتها الميدانية لأي سيناريو محتمل، في ظل تضاؤل فرص التوصل إلى حل سلمي مع مرور الوقت، ما ينذر باندلاع معركة حاسمة إذا لم يستجب المسلحون للإنذار.










