أصدرت الترويكا الأوروبية المكونة من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بياناً مشتركاً في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعربت فيه عن قلقها العميق إزاء وضع البرنامج النووي الإيراني، واصفة الوضع الحالي بأنه “حساس” للغاية. وحذرت من أن هناك مهلة لا تتجاوز 30 يوماً لتفعيل “آلية الزناد” المرتبطة بفرض عقوبات على إيران بسبب تراجع مستوى الرقابة الدولية على برنامجها النووي.
دعت الدول الأوروبية إيران إلى اتخاذ خطوات ملموسة وسريعة تظهر جديتها في إيجاد حل دبلوماسي، مؤكدة أن الوعود المستقبلية لم تعد كافية، وأنها بحاجة إلى أدلة على استعداد طهران للحوار والتعاون الفعلي ابتداءً من الآن. ولفت البيان إلى أن الرقابة على البرنامج النووي الإيراني تكاد تكون معدومة، حيث لم تتمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من التحقق من آلاف الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب داخل إيران منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، وهو ما أدى إلى فقدان الوكالة معرفة دقيقة بمخزون المواد النووية.
كما أشار البيان إلى أن مفتشي الوكالة لم يجروا أي عملية تدقيق أو تتبع لمخزونات اليورانيوم منذ منتصف يونيو الماضي، ما يؤكد تفاقم الوضع وتزايد المخاوف بشأن قدرة الوكالة على مراقبة البرنامج النووي الإيراني بشكل فعال.
وجاءت هذه التحذيرات في وقت أعلن فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عن اتفاق مع إيران على عودة المفتشين إلى جميع المنشآت النووية وتقديم تقارير حول المراكز التي تعرضت لهجمات، فيما صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن التعاون الحالي مع الوكالة “لم يعد من الممكن أن يستمر كما كان سابقاً”، داعياً إلى وضع إطار جديد للتعاون النووي مع الوكالة.
تأتي هذه التطورات وسط تهديدات أوروبية متبادلة مع إيران، حيث ألمحت الترويكا الأوروبية إلى استعدادها لتفعيل آلية “سناب باك” لإعادة فرض العقوبات الدولية تلقائياً في حال لم تلتزم إيران بالتعهدات المتعلقة ببرنامجها النووي. في المقابل، ترد إيران بالتشديد على حقوقها النووية وضرورة إعادة ترتيب إطار المفاوضات بشكل يعكس مصالحها الوطنية.
تعتبر هذه المرحلة “الفرصة الأخيرة” أمام إيران لإثبات نواياها الجادة في إيجاد حل دبلوماسي والعودة إلى طاولة المفاوضات وفق شروط الدول الغربية، إذ تتركز الأنظار على جنيف حيث تتواصل جولات المباحثات في محاولة لتجنب تصعيد العقوبات وعودة التوترات إلى مستويات قد تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
في الختام، تؤكد الترويكا الأوروبية على أن الفترة القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار البرنامج النووي الإيراني، مع توقع تصاعد الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية على طهران، وسط ترقب دولي لمدى استجابة إيران لمطالب المجتمع الدولي وتنفيذ تعهداتها بشأن مراقبة برنامجها النووي.










