ألقى نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، كلمة يوم الأربعاء، تناول فيها جملة من المواقف المتعلقة بالأوضاع السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة، مع التركيز على دور المقاومة ومشاريع الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
أولا: الموقف من الولايات المتحدة وإسرائيل
اتهم قاسم الولايات المتحدة بالتراجع عن التزاماتها تجاه لبنان، قائلا إن واشنطن باتت تشترط نزع سلاح المقاومة قبل أي خطوة إسرائيلية، سواء عبر السلم أو التدخل العسكري. وأضاف أن الولايات المتحدة مستعدة للتخلي عن لبنان بالكامل وتسليمه لإسرائيل.
وشدد على أن الهدف المشترك بين واشنطن وتل أبيب هو إضعاف لبنان وتجريده من عناصر قوته، لا سيما المقاومة، لتسهيل تطبيق مشروع “إسرائيل الكبرى”، الممتد “من النيل إلى الفرات”.
ثانيا: المقاومة ودورها في مواجهة المشروع الإسرائيلي
أكد قاسم أن المقاومة هي التي تؤخر مشروع “إسرائيل الكبرى”، موضحا أن أي بلد معدوم القدرة ومن دون مقاومة سيكون أول الضحايا لهذا المشروع، وفي مقدمتهم لبنان.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية واللبنانية مستمرة رغم الضغوط، وأن الشعب الفلسطيني صامد ويقدم تضحيات كبيرة، مستشهدا بعملية “راموت” قرب القدس كدليل على استمرار الإرادة الفلسطينية في المواجهة.
كما شدد على أن إسرائيل وأمريكا تمارسان أبشع أنواع الجرائم في غزة والضفة الغربية، داعيا الدول العربية إلى دعم المقاومة على الأقل بعدم الطعن بها من الخلف أو الوقوف إلى جانب إسرائيل.
ثالثا: لبنان – الحاضر والمستقبل
تناول قاسم الوضع اللبناني الداخلي، محملا الفساد وعدم تطبيق اتفاق الطائف مسؤولية الانهيار، وقال إن العدوان الإسرائيلي جاء ليزيد من حالة الانهيار.
واعتبر أن المقاومة ساهمت في استقرار لبنان، عبر التصدي للعدوان، والمساهمة في انتخاب الرئيس ميشال عون، مضيفا أن المقاومة قدمت الكثير من التضحيات، وعلى رأسها الأمين العام السيد حسن نصر الله، الذي اعتبره “في مقدمة من ضحى من أجل لبنان”.
وشدد على أن الحكومة اللبنانية لا يمكنها تحقيق السيادة دون طرد الاحتلال الإسرائيلي، متسائلا عن جدوى التخلي عن “قوة لبنان” في ظل غياب أي بديل.
رابعا: نقد الوساطة الأمريكية وأداء الحكومة
وصف قاسم الوساطة الأمريكية بأنها متواطئة مع العدوان الإسرائيلي، قائلا إنها لا تتردد في تقديم لبنان لإسرائيل.
وانتقد انعقاد جلستي الحكومة في 5 و7 أغسطس، معتبرا أنهما غير ميثاقيتين، وتهدفان إلى جر لبنان نحو المجهول، مؤكدا وجود عدة عوامل داخلية وخارجية أعاقت تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك الجلستين.
خامسا: دعوة للوحدة الوطنية واستراتيجية الأمن
اختتم قاسم كلمته بالتأكيد على أن لا حل إلا عبر نقاش استراتيجية الأمن الوطني، داعيا إلى وحدة وطنية شاملة وعدم الوقوع في فخ الخطاب الإسرائيلي.
واعتبر أن استمرار المقاومة ضرورة وطنية ومصدر قوة للبنان، منتقدا بعض الجهات الداخلية التي تطالب بنزع سلاح حزب الله، وداعيا إلى الشراكة الداخلية وبناء وطن جامع موحد ضد العدو الإسرائيلي.










