جمعت شركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، 3 مليارات دولار من خلال إصدار صكوك إسلامية مزدوجة الشريحة، في خطوة تعكس الثقة المتواصلة للمستثمرين الدوليين في الشركة رغم التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
إصدار مزدوج بشروط تنافسية
ووفقًا لوثيقة شروط الصفقة التي اطلعت عليها وكالة رويترز، تم إصدار الصكوك على شريحتين متساويتين:
شريحة أولى بقيمة 1.5 مليار دولار لأجل 5 سنوات بعائد 4.125%.
شريحة ثانية بقيمة 1.5 مليار دولار لأجل 10 سنوات بعائد 4.625%.
وشهد الإصدار طلبًا فاق التوقعات، حيث بلغ حجم الاكتتاب النهائي نحو 16.85 مليار دولار، فيما تجاوزت الطلبات خلال مراحلها المبكرة حاجز 20 مليار دولار، مما دفع إلى خفض هامش العائد بـ35 نقطة أساس مقارنة بالتقديرات الأولية المرتبطة بعوائد سندات الخزانة الأميركية.
ثقة مستمرة رغم التوترات
أكد مصرفي استثماري مقيم في السعودية أن السوق أظهرت “تجاهلاً نسبياً” للتوترات الجيوسياسية، مشيرًا إلى الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطر، موضحًا أن “الإقبال القوي يعكس ثقة الأسواق العالمية في الملاءة المالية لأرامكو واستقرارها”.
جزء من موجة إصدارات خليجية
يأتي إصدار أرامكو ضمن موجة نشطة من الطروحات في أسواق الدين الخليجية خلال شهر سبتمبر، من بينها إصدار سيادي سعودي بقيمة 5.5 مليارات دولار. ويرتبط هذا النشاط جزئياً بتزايد تدفقات رؤوس الأموال إلى صناديق السندات العالمية.
وبحسب وثيقة الصفقة، ستُستخدم حصيلة الصكوك في “الأغراض العامة للشركة”، في وقت تواجه فيه أسعار النفط العالمية ضغوطًا نسبية بفعل التباطؤ الاقتصادي العالمي.
تحركات مالية ضخمة
وكانت أرامكو قد أعلنت الشهر الماضي توقيع اتفاقية تأجير وإعادة تأجير بقيمة 11 مليار دولار تتعلق بمرافق الغاز في حقل الجافورة، بالتعاون مع تحالف تقوده شركة “غلوبال إنفراستركشر بارتنرز” التابعة لـ”بلاك روك”. وتجرى حالياً محادثات للحصول على تمويل إضافي يصل إلى 10 مليارات دولار لدعم تلك الصفقة.
البنوك المُديرة للإصدار
تولت إدارة إصدار الصكوك مجموعة من أبرز البنوك الإقليمية والدولية، وهي: الراجحي كابيتال، سيتي بنك، بنك دبي الإسلامي، بنك أبو ظبي الأول، غولدمان ساكس، إتش إس بي سي، جيه بي مورغان، KFH كابيتال، ستاندرد تشارترد
أرامكو في مرمى أنظار المستثمرين
يُظهر هذا الإصدار الأخير قدرة أرامكو على الوصول إلى أسواق المال العالمية بشروط تنافسية، كما يعكس رغبة المستثمرين في التعرض لأصول عالية الجودة في منطقة الشرق الأوسط، حتى في ظل اضطرابات جيوسياسية متكررة.










