بعد ما شهدنه من أحداث طوال المدة الماضية بات وبما لايقبل الشك أن الجواسيس هم نقطة الضعف الأهم في الحروب وهم الخطر الأكبر على الدول ويفوق أهميتهم أهمية الصواريخ والترسانة العسكرية.
الحالة الحـ.وثية هي خير دليل فبسبب ضعف العمل الاستخباري للعدو وعدم وجود جواسيس على الأرض لم يتمكن الكيـ1ن من تنفيذ وعوده الكاذبة بالقضاء على هذه الثلة المؤمنة الصابرة ويكتفى بالقصف العشوائي.
ومع انتشار مصطلح حرب الجواسيس فقد تصادمت أكبر قوتين استخباريتين في العالم وهمها MI6 البريطانية وCIA الأمريكية فقد كشفت وثائق سرية للمخابرات البريطانية وجود أزمة منهجية في العلاقات بين MI6 وCIA بلغت ذروتها في 2025 وتشير هذه الوثائق إلى مراقبة متبادلة وتباين في المواقف اتجاه أوكرانيا، واختلافا حول الردع النووي، إلى جانب فقدان كامل للثقة بين الوكالتين مما يضيع مستقبل أقوى تحالف استخباراتي في التاريخ موضع شك.
السبب الجذري للأزمة يكمن في تباين المصالح الاستراتيجية بين البلدين بينما تعتمد الولايات المتحدة على الضغط العسكري والمواجهة المباشرة مع الأعداء، وتفضل بريطانيا مراقبة أكثر حذرا تمزج بين الردع والحكمة العملية.
السبب الآخر هو شعور البريطانيين بزيادة النفوذ الأمريكي في بلادهم خصوصا في المجال الأمني والمعلوماتي وهو عكس ما كان موجودا طوال فترات طويلة في القرن الماضي حين كانت بريطانيا تعمل بصمت داخل أمريكا.
الصراع الاستخباري الأمريكي البريطاني سوف ينعكس بكل تأكيد على الدول التي تخضع للنفوذ الاستخباري لهما خصوصاً الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية التي تعتبر هي الملعب الرئيسي لمخابرات البلدين.
سنشاهد في المدة القادمة عمليات تجنيد جديدة لعملاء من مختلف الأشكال والأنواع وما نشاهدها اليوم من شخصيات عراقية وعربية تحاول أن تعرض نفسها في سوق العمالة هو خير دليل على ما نقول.










