حصول طه عثمان الحسين على جواز سفر إماراتي يثير الجدل في السودان، كشفت مصادر سودانية مطلعة أن طه عثمان الحسين، المدير الأسبق لمكاتب رئيس الجمهورية السوداني السابق عمر البشير، حصل مؤخرا على جواز سفر إماراتي، وذلك بعد أن نال الجنسية السعودية في وقت سابق. هذه الخطوة أثارت تساؤلات واسعة داخل الأوساط السياسية والإعلامية في السودان، نظرا للخلفية الأمنية والسياسية المثيرة للجدل التي تحيط بالرجل منذ سنوات.
من هو طه عثمان الحسين؟
ولد طه عثمان الحسين عام 1956، وتخرج من كلية الآداب – جامعة القاهرة فرع الخرطوم في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي. التحق بـ جهاز الأمن السوداني عام 1997، لكنه لم يبرز على الساحة السياسية إلا بعد المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين عام 1999، والتي أطاحت بالدكتور حسن الترابي، وأبقت البشير على رأس السلطة.
صعد طه بسرعة في هياكل السلطة، وأصبح مديرا لمكتب الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني، ثم انتقل لإدارة مكتب الرئيس بالحزب، ثم مكتب رئيس الجمهورية منذ عام 2007 وحتى سقوط النظام في 2019.
ثروة مشبوهة وعلاقات خارجية
أثيرت شبهات عديدة حول مصادر ثروة طه، حيث راجت تقارير عن امتلاكه حسابات مصرفية ضخمة في كل من الإمارات والسعودية بمبالغ تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، دون رقابة شفافة من الجهات الرسمية في السودان. كما تحدثت تقارير غير مؤكدة عن امتلاكه عقارات فخمة في منطقة جميرا بدبي، انتشرت صور لشهادات تملكها على وسائل التواصل الاجتماعي.
طه أيضا معروف بعلاقاته الوثيقة مع ملوك وأمراء الخليج، خاصة في السعودية والإمارات، حيث يقال إنه لعب دورا كبيرا في توفير دعم مالي للحكومة السودانية في أوقات الضيق، مما منحه نفوذا سياسيا وأمنيا واسعا داخل القصر الرئاسي.
بعد سقوط البشير: منفى اختياري ونشاطات مقلقة
بعد الإطاحة بنظام البشير عام 2019، غادر طه السودان، واختار الإقامة في الخارج. منذ ذلك الحين، تم ربطه بأنشطة سياسية وأمنية مثيرة للجدل، من بينها دعم بعض الفصائل المعارضة أو الحركات المسلحة، خاصة تلك التي تنشط في مناطق النزاع مثل دارفور وكردفان.
في نوفمبر 2024، ظهرت صور لطه خلال جولات أفريقية شملت جنوب السودان ودول الجوار، حيث ظهر وهو يحمل جواز سفر دبلوماسي كنغولي، ما يشير إلى علاقات متينة مع حكومة الكونغو الديمقراطية، وربما يشير إلى تنقل مريح وعلاقات دبلوماسية تتجاوز الإطار السوداني.
الإمارات والسعودية… والتساؤلات المستمرة
حصول طه على الجنسية السعودية تم في وقت سابق، بل وعين – وفق تقارير – مسؤولا للشؤون الأفريقية في المملكة. أما حصوله على جواز إماراتي، فقد أعاد تسليط الضوء على دور الإمارات الإقليمي، وخاصة دعمها لبعض الشخصيات السياسية السودانية ذات النفوذ، وإن كان ذلك لا يتم غالبا بمنح الجنسية.
الجواز الإماراتي يمنح عادة بشكل محدود جدا، وغالبا لشخصيات ذات قيمة استراتيجية، مما يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين طه والسلطات الإماراتية، خاصة في ظل تداول اسمه في ملفات تمويل وتسليح فصائل سودانية تنشط داخل وخارج البلاد.










