أعلن برنامج “مكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، عن تقديم مكافأة مالية تصل إلى 15 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تفكيك شبكة تهريب نفط إيرانية تنتهك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، وتقودها سيدة صينية تدعى وانغ شاويون، وشريكها العماني محمود راشد عمور الحبسي.
وفي بيان نشر عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا)، قال البرنامج إن وانغ والحبسي استخدما شركات وهمية في الصين وسلطنة عمان وتركيا لتنظيم بيع ونقل النفط الإيراني الخاضع للعقوبات إلى مصافي مملوكة للدولة الصينية، في خرق مباشر للعقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الطاقة الإيراني.
وأضاف البيان أن عائدات هذه العمليات غير القانونية استخدمت لتمويل فيلق القدس، الذراع الخارجية لـ”الحرس الثوري الإيراني”، والذي تتهمه واشنطن بدعم منظمات مصنفة إرهابية وتنفيذ عمليات خارجية ضد المصالح الغربية.
استخدام النظام المالي الأمريكي لتمويل “الحرس الثوري”
أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) أن وانغ وشبكتها تورطوا في استخدام النظام المالي الأمريكي بشكل غير قانوني لتسهيل صفقات نفطية بلغت قيمتها أكثر من 100 مليون دولار لصالح “الحرس الثوري” و”فيلق القدس”.
وأوضح المكتب أن الشبكة تعاونت مع كيانات وأفراد من تركيا، وسلطنة عمان، والولايات المتحدة، واستخدمت حسابات مالية أمريكية وبنوك محلية لإتمام المعاملات وتحويل الأرباح إلى إيران.
كما أشار إلى أن وانغ عملت مباشرة مع مسؤولين كبار في الحرس الثوري الإيراني لترتيب نقل الشحنات النفطية إلى الصين، وتحقيق ملايين الدولارات من تلك الأنشطة.
مذكرة توقيف فيدرالية
في فبراير/شباط 2023، أصدرت محكمة فيدرالية في العاصمة الأمريكية واشنطن مذكرة اعتقال بحق وانغ، بتهم تشمل انتهاك العقوبات الأمريكية، والتآمر لغسل الأموال، واستخدام أدوات مالية في عمليات مشبوهة.
كما صدرت مذكرة مشابهة ضد شريكها محمود الحبسي، الذي اتهم بشراء ناقلة نفط تدعى “إم/تي فخر عمان” بقرض قيمته 16.5 مليون دولار حصل عليه من شركات مالية أميركية في يونيو/حزيران 2020.
وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي، قامت الناقلة منذ يوليو/تموز 2020 بنقل شحنات النفط الإيراني إلى سفن أجنبية في البحر، تمهيدا لتسليمها إلى شركات تكرير صينية.
الصين في قلب المشهد
تأتي هذه التحركات الأمريكية في وقت تتزايد فيه التقارير عن أن نحو 90% من صادرات النفط الإيرانية يتم توجيهها إلى السوق الصينية، رغم العقوبات الأمريكية التي تهدف إلى خنق العائدات النفطية لطهران.
وتتهم واشنطن بكين بغض الطرف عن أنشطة غير قانونية لشركات صينية تشتري النفط الإيراني بأسعار مخفضة، وتساهم في دعم الاقتصاد الإيراني، وخاصة قطاعاته العسكرية والأمنية.
واشنطن تشدد العقوبات مع عودة ترامب
منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تبنت الإدارة الأمريكية موقفا أكثر تشددا تجاه إيران، ساعية إلى تشديد العقوبات النفطية والمالية، ومنع التحايل عبر شبكات خارجية تشمل وسطاء وشركات في دول ثالثة مثل تركيا وسلطنة عمان.
ويعد هذا الإعلان عن المكافأة جزءا من حملة أوسع أطلقتها إدارة ترامب لتجفيف مصادر تمويل الحرس الثوري، وإغلاق الطرق الخلفية التي تستخدمها طهران لبيع نفطها رغم العقوبات.
دعوة عامة للمساهمة بالمعلومات
دعت وزارة الخارجية الأمريكية عبر برنامج “مكافآت من أجل العدالة”، أي شخص يمتلك معلومات عن وانغ شاويون أو الحبسي أو الشبكة المالية المرتبطة بهما إلى التواصل معها عبر القنوات المخصصة لذلك، مشيرة إلى أن المعلومات المؤكدة قد تؤهل صاحبها للحصول على مكافأة مالية كبيرة تصل إلى 15 مليون دولار.
برنامج “مكافآت من أجل العدالة” هو أحد برامج الحكومة الأمريكية لملاحقة الإرهابيين ومموليهم والمتهربين من العقوبات الدولية، ويقدم مكافآت مالية مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل شبكات تهديد الأمن القومي الأمريكي.










