أصدر الجيش الإسرائيلي، يوم الجمعة، أمراً بإخلاء مدينة غزة فوراً، محذراً السكان من “خطورة البقاء” داخلها، وذلك تزامناً مع استعداد مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة لبدء اجتياح بري لمدينة غزة. وتقع أولى أرتال المدرعات التابعة للفرقتين 98 و162 داخل المنطقة العازلة الجديدة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي في حدود غزة، مع توقع تنفيذ عمليات واسعة النطاق في محيط شمال غزة قرب عسقلان.
خارجياً، توقعت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن تكون العملية العسكرية قد تنتهي بحلول يناير 2026 في أكثر السيناريوهات تفاؤلاً، لكنها أكدت ضرورة توخي الحذر بشأن أي جدول زمني يصدر عن الجيش الإسرائيلي.
في الوقت نفسه، توثق المقاومة الفلسطينية استهداف دبابات إسرائيلية في مناطق مثل جباليا، وردت بإطلاق صواريخ على المستوطنات المحيطة بغزة. الحرب تواصلت لليوم 706 مع مقتل أكثر من 70 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية، بينهم أكثر من 50 في مدينة غزة وحدها، وسط تحذيرات وتحركات دولية متلاحقة وأصوات تدعو لوقف التصعيد.
هذه التطورات تأتي في سياق الصراع الدامي المستمر، حيث تحاول إسرائيل توسيع نفوذها البري في غزة بعد تنفيذ هجمات جوية استهدفت قيادات حماس في الدوحة، ما اعتبرته الحركة “إعلان حرب على المنطقة” وأدى إلى توتر إقليمي كبير.
الحملة المتوقعة على شمال غزة ستؤثر بشكل حاد وسلبي على الوضع الإنساني في المنطقة، وذلك لما يلي:
تآكل المساحات الآمنة وضغط على المدنيين:
تقارير الأمم المتحدة تشير إلى وجود نحو مليون فلسطيني في شمال غزة، يُدفعون إلى مناطق تتقلص باستمرار في غرب القطاع في ظروف إنسانية قاسية، مع محدودية مناطق السلامة وعدم توافر إمكانية التنقل بأمان، مما يزيد من معاناة المدنيين ويجعلهم عرضة للخطر في ظل غياب مناطق آمنة كافية.
نقص المساعدات الإنسانية وتعطيل وصولها:
تواجه شاحنات الإغاثة صعوبات كبيرة في الدخول إلى القطاع، بالإضافة إلى استمرار استهداف القوات الإسرائيلية للناشطين في مجال الإغاثة والحقوق، ما يؤدي إلى تعطيل إيصال الغذاء والماء والدواء والوقود، وهو ما يفاقم من الأزمة الإنسانية ويشكل تهديداً حقيقياً للمجاعة والجوع في المنطقة.
ارتفاع معدلات الضحايا وفقدان الخدمات:
عمليات القصف أدت إلى تدمير واسع للمباني السكنية والمنشآت الحيوية، وأسفرت عن آلاف الضحايا والوفيات بين المدنيين، ما يزيد الضغوط على المستشفيات والمراكز الصحية المكتظة بالمصابين، ويحد من قدرة الاستجابة الطبية والطوارئ.
تدهور سريع للوضع الصحي والغذائي:
الوضع الإنساني يمر بسوء تغذية متزايد، مع مخاطر متصاعدة للمجاعة والفقر الغذائي جراء الحصار والقيود المشددة، مما يجعل آلاف الأسر في شمال غزة في مواجهة معقدة للمعاناة الإنسانية اليومية.
مناشدات دولية لوقف العنف وفتح ممرات إنسانية:
منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، ناشدت المجتمع الدولي والدول العربية بضرورة التكاتف لإنهاء المعاناة عبر وقف التصعيد، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية وتحقيق وقف لإطلاق النار، وذلك لتجنب كارثة إنسانية دفعت المنطقة إلى حافة المجاعة.
بالتالي، الحملة المتوقعة ستزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية في شمال غزة بشكل كبير، مما يعني ضرورة تدخل دولي عاجل لوضع حد لهذه المأساة الإنسانية ومنع كارثة إنسانية واسعة النطاق.










