كشفت قناة “كان” العبرية في تقرير لافت، عن تصاعد حاد في حدة التوتر بين مصر وإسرائيل، على خلفية هجوم إسرائيلي استهدف وفدا من حركة “حماس” في العاصمة القطرية الدوحة خلال جولة من مفاوضات الهدنة، مما دفع القاهرة إلى توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الراعي والداعم الأول لإسرائيل.
مضمون الرسالة المصرية:
الرسالة التي بعثتها مصر إلى الإدارة الأمريكية تضمنت تحذيرا صريحا من أن أي استهداف لعناصر حركة “حماس” على الأراضي المصرية سيعد تعديا مباشرا على السيادة الوطنية، وسيقود إلى “تداعيات كارثية”، في إشارة واضحة إلى حدود لم تعد القاهرة مستعدة لقبول تجاوزها. وقد رأت مصر في الهجوم الإسرائيلي في الدوحة تجاوزا خطيرا للأعراف الدبلوماسية، ومؤشرا على نمط جديد من التصعيد قد يمتد إلى أراض عربية أخرى، وعلى رأسها مصر.
القلق المصري من التصعيد:
تشير مصادر دبلوماسية إلى أن مصر باتت تنظر بقلق بالغ إلى محاولات إسرائيل تصفية قادة سياسيين لحماس خارج غزة، معتبرة ذلك تجاوزا للخطوط الحمراء، خاصة إذا ما ارتبط الأمر بأي استهداف داخل الأراضي المصرية. ويزداد القلق في القاهرة مع احتمالية استئناف مفاوضات الهدنة في مصر، ما قد يجعل من الوفود القادمة أهدافا محتملة لأي عملية إسرائيلية مماثلة لتلك التي حدثت في الدوحة.
تداعيات الهجوم الإسرائيلي على جهود الوساطة:
الهجوم الإسرائيلي في الدوحة، الذي لقي إدانات عربية ودولية واسعة، يعتبر نقطة تحول سلبية في مسار الوساطات التي تقودها كل من مصر وقطر. ويبدو أن القاهرة تخشى انتقال هذا النهج الإسرائيلي إلى داخل حدودها، مما من شأنه أن ينسف الجهود المصرية في إدارة الوساطة، ويعرض أمنها القومي لمخاطر كبيرة.
تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية:
وفقا لموقع “ميكوميت” الإسرائيلي، فإن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تمر بمرحلة توتر غير مسبوقة منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979. وقد عبرت النخبة السياسية في مصر، إلى جانب الشارع المصري، عن حالة “غليان” تجاه السياسات الإسرائيلية، خصوصا فيما يتعلق بمحاولات تهجير سكان غزة نحو سيناء، وهو الأمر الذي تعتبره القاهرة “خطا أحمر” لا يمكن تجاوزه أو النقاش بشأنه.
موقف مصر من تصريحات نتنياهو:
تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أشار فيها إلى فتح معبر رفح كمسار لخروج الفلسطينيين، أثارت ردود فعل عنيفة في مصر. فقد اعتبرتها القاهرة محاولة لفرض مخطط تهجير جماعي للفلسطينيين، وهو ما دفع وزارة الخارجية المصرية لإصدار بيان حاد اللهجة أكدت فيه رفضها التام لاستخدام أراضيها كمنفذ لأي مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية.
التحركات العسكرية المصرية:
بالتوازي مع المواقف السياسية، رصدت تقارير إسرائيلية تحركات عسكرية مصرية ملحوظة في شبه جزيرة سيناء منذ ديسمبر 2023. وشملت هذه التحركات تعزيزات عسكرية، وتحديث للبنية التحتية الدفاعية، إلى جانب تدريبات نوعية على مواجهة جيوش نظامية. ويفسر هذا التحرك بأنه رسالة واضحة بأن مصر مستعدة عسكريا لحماية أمنها وحدودها من أي تهديد محتمل.
دعم عربي لموقف مصر:
الموقف المصري لاقى دعما من عدة دول عربية، وعلى رأسها الأردن والإمارات، اللتين عبرتا عن رفضهما التام لتكرار سيناريو التهجير القسري للفلسطينيين. وتخشى دول المنطقة من أن يؤدي استمرار التصعيد الإسرائيلي إلى انزلاق المنطقة نحو مواجهة إقليمية واسعة يصعب احتواؤها.










