فجر يوم السبت 13 سبتمبر 2025، شهدت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان في السودان هجوما باستخدام طائرات مسيرة انتحارية نفذته ميليشيا قوات الدعم السريع، استهدفت خلاله عدة منشآت عسكرية ومدنية في المدينة التي تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية.
بيان الجيش السوداني
أكد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العميد الركن نبيل عبدالله، أن مضادات الجيش تصدت بفعالية للهجوم، مشيرا إلى عدم وقوع خسائر في صفوف القوات أو المدنيين بفضل جاهزية الدفاعات الأرضية. وقال في تصريح رسمي: “لا خسائر بحمد الله، ولن يوقف هذا العبث الصبياني مسيرة النصر بمشيئة الله وفضله”.
وأوضح التقرير أن الهجوم وقع في ساعات مبكرة (حوالي الساعة 4-5 صباحا بتوقيت السودان)، حيث استهدفت المسيرات مخازن أسلحة ومواقع لوجستية قرب المطار المحلي، إضافة إلى أحياء سكنية مجاورة.
وأفادت مصادر عسكرية أن الطائرات المسيرة المستخدمة هي من طراز صيني الصنع، مثل CH-4 أو Wing Loong، وانطلقت من قواعد ميليشيا الدعم السريع في مناطق دارفور (نيالا أو الجنينة)، في تصعيد واضح في استخدام الطائرات المسيرة من قبل هذه الميليشيا.
وبحسب تقارير أولية، فإن الهجوم أسفر عن مقتل 4 إلى 6 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وإصابة أكثر من 10 آخرين، بالإضافة إلى أضرار مادية في المباني والمنشآت. ولم تعلن القوات المسلحة عن أي خسائر في صفوفها، مؤكدة إسقاطها عدة مسيرات خلال الهجوم.
ردا على الهجوم، أصدر الجيش السوداني بيانا أكد فيه سيطرته على الوضع وتعزيز قواته حول الأبيض تحسبا لأي هجمات أخرى، وأدان الهجوم واصفا إياه بـ”العمل الإرهابي” الذي يستهدف المدنيين.
التصعيد في كردفان
يأتي هذا الهجوم ضمن تصعيد مستمر في النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث سبق أن استهدفت قوات الدعم السريع الأبيض في هجمات سابقة خلال عام 2025، وأسفرت عن سقوط ضحايا وأضرار مادية كبيرة.
وتظهر التقارير أن الدعم السريع تتلقى دعما تقنيا من جهات خارجية، ما يعزز قدراتها الجوية، في ظل معاناة الجيش السوداني من نقص في أنظمة الدفاع الجوي.
الأزمة الإنسانية في السودان
تأتي عمليات كردفان مع تصاد الازمة الإنسانية في ظل استمرار مثل هذه الهجمات، حيث نزح أكثر من 10 ملايين شخص بسبب الصراع المستمر، بينما تظل الجهود الدبلوماسية، خاصة المفاوضات في جدة، متعثرة وسط استمرار العنف.










