في تطور لافت يعكس حجم التوتر المتصاعد بين مصر وإسرائيل، اعتبر اللواء سمير فرج، الخبير العسكري المصري، أن قرار القاهرة بتعليق التنسيق الأمني جزئيا مع إسرائيل يمثل رسالة سياسية صارمة تؤكد رفض مصر للإجراءات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأوضح فرج، في تصريحات لوكالة “سبوتنيك”، أن هذه الخطوة بداية لتصعيد دبلوماسي وأمني محتمل، لافتا إلى أن “مصر لا تقبل بأي خرق لسيادتها أو استهداف لحلفائها”، في إشارة إلى عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وأضاف فرج:”مصر أوصلت رسائل مباشرة، وعبر الولايات المتحدة، بأنها لن تسمح بتكرار مثل هذا العدوان، وإذا تمادت إسرائيل، فالرد المصري سيكون حاسما.”
مصر تحذر من المساس بسيادتها
واستبعد اللواء فرج أن تقوم إسرائيل بعمليات مشابهة لـ”عملية الدوحة” داخل الأراضي المصرية، مؤكدا أن:”إسرائيل تعرف تماما قوة الجيش المصري، وتدرك أن أي مغامرة من هذا النوع قد تعني إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، والسماح بدخول القوات المصرية بشكل كامل إلى سيناء.”
وأشار إلى أن مناورة “النجم الساطع” العسكرية، التي شاركت فيها 44 دولة مؤخرا، بما في ذلك الولايات المتحدة، أظهرت مستوى جاهزية الجيش المصري، مضيفا أن الشعب المصري “لن يقبل بالإهانة، وأن القيادة تستشعر ذلك جيدا”.
دعم مصري واضح لقطر
وفي جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الهجوم الإسرائيلي في الدوحة، أدان السفير المصري لدى الأمم المتحدة، أسامة عبد الخالق، بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي، مؤكدا تضامن القاهرة الكامل مع دولة قطر.
وقال عبد الخالق في كلمته:”العدوان الإسرائيلي كشف الطرف الذي يعرقل جهود التهدئة. قطر ليست وحدها، ومصر تدعم كل إجراء تتخذه للرد على هذه الجريمة.”
كما شدد على أن العدوان استهدف جهود الوساطة التي تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، معتبرا أن محاولة كسر الوساطات عبر العنف لن تجدي نفعا.
موقف خليجي موحد
من جانبه، أكد مندوب الكويت لدى الأمم المتحدة، طارق البناي، أن مجلس التعاون الخليجي يقف صفا واحدا في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، مضيفا أن:”العدوان على قطر يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي، واستفزازا لأمن الخليج والمنطقة بأسرها.”
“قمة النار”: عملية اغتيال مثيرة للجدل
وكانت إسرائيل قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، تنفيذ عملية اغتيال نوعية في العاصمة القطرية الدوحة، استهدفت قيادات بارزة من حركة “حماس”، وأطلقت عليها اسم “قمة النار”، وهو ما أثار موجة استنكار عربية ودولية.
وجاءت هذه العملية عقب تهديدات مباشرة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، الذي توعد بتصفية قادة حماس في الخارج، في إطار الحرب المستمرة على غزة منذ أكثر من 11 شهرا.
وقد شملت الهجمات الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية سلسلة من الاغتيالات في غزة، لبنان، إيران، وقطر، ضمن سياسة “الضغط بالدم” التي ينتهجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.










