نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية اليوم السبت 13 سبتمبر 2025 تقرير مفصل، يعتمد على مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، عملية “الأخضر الأبيض” (بالعبرية: מבצע ירוק לבן)، وصفت فعلا بأنها الأكبر منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وتهدف إلى تعزيز السيطرة الأمنية على الحدود السورية-الإسرائيلية في ظل الفوضى السورية المستمرة.
صمت سلطة الشرع
لم تصدر سلطة أحمد الشرع بيانا رسميا يؤكد أو ينفي التفاصيل، لكنها أدانت سابقا الانتهاكات الإسرائيلية كـ”انتهاك لسيادتها”، مشيرة إلى اتفاقية فصل القوات لعام 1974.
عملية الأخضر الأبيض في جنوب سوريا
وحملت العملية اسم “الأخضر الأبيض”، وشارك فيها مئات من جنود الاحتياط التابعين للفرقة 210 (فرقة الدبابات والمدرعات الإسرائيلية)، بالإضافة إلى وحدات مدفعية واستخباراتية.
وتوغلت القوات لعمق يصل إلى 38 كيلومترا داخل الأراضي السورية، شرق جبل الشيخ والجولان، واستغرقت 14 ساعة كاملة دون وقوع قتال مباشر، مما يجعلها أكبر عملية برية إسرائيلية في سوريا منذ حرب يوم أكتوبر 1973.
أهداف العملية الإسرائيلية
وكان من أهداف العملية الإسرائيلية السيطرة على قاعدتين عسكريتين سوريتين رئيسيتين (لم يحدد التقرير أسماءهما، لكنهما في ريف القنيطرة وجنوب دمشق)، حيث تم الاستيلاء على نحو 3.5 أطنان من الأسلحة والذخائر، بما في ذلك صواريخ مضادة للدروع (مثل كورنيت الروسية)، قذائف هاون، صواريخ قصيرة المدى (مثل غراد)، ومعدات قديمة مثل دبابات T-72 وشاحنات عسكرية.
هذه الأسلحة كانت تابعة للجيش السوري السابق ومخازن إيرانية-حزب الله.
كذلك إقامة 8 مواقع عسكرية جديدة على شريط حدودي بعمق 10 كيلومترات حتى منطقة “حماة غدير” (قرية درزية في ريف دمشق)، لمراقبة الطرق الرابطة بين دمشق وبيروت، وكشف مسارات تهريب الأسلحة إلى حزب الله في البقاع اللبناني. هذا يمنح إسرائيل “ميزة استراتيجية” في منع أي تهديدات من الفصائل الموالية لإيران أو الجهاديين.
دخول وحدات مدفعية إسرائيلية (مثل مدافع M109) إلى الأراضي السورية لأول مرة منذ 1973، لدعم القوات وتأمين الانسحاب.
تعاون سكان القرى الدرزية
أشارت المصادر إلى أن الجنود الإسرائيليين تواصلوا مع سكان القرى الدرزية في ريف دمشق (مثل مجدل شمس وحماة غدير)، الذين قدموا معلومات حاسمة عن مخازن أسلحة مخفية.
هذا التعاون يأتي في سياق توترات سابقة بين الدروز السوريين والنظام السابق، وقد ساعد في كشف مواقع حساسة كشفت بدورها عن نقاط إسرائيلية سرية، مما دفع إلى تثبيت السيطرة عليها مؤقتا.
سوريا ما بعد الأسد
العملية تأتي بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، الذي أدى إلى فراغ أمني في سوريا سمح لإسرائيل بتوسيع وجودها في الجولان السوري (ضاعف الجيش الإسرائيلي قواته 3 مرات في مايو 2025).
ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل عشرات الغارات الجوية وتوغلات برية محدودة، مثل السيطرة على سد المنطرة في يناير 2025 وعمليات في القنيطرة، لمنع انتقال أسلحة إيرانية أو حزب الله إلى جماعات جديدة.
التقرير يربط العملية بمخاوف إسرائيلية من “التمدد التركي” في سوريا (بدعم فصائل مثل هيئة تحرير الشام)، ومن سيطرة جهاديين سنة على الحدود، مما يجعل السيطرة على الشريط الحدودي أمرا “حاسما” للأمن القومي.
كما أنها جزء من “الغزو الإسرائيلي لسوريا” المستمر منذ 2024، الذي يشمل إنشاء منطقة عازلة بعمق 30 كم.
لم يتم الإعلان عن أي خسائر إسرائيلية أو سورية، وانسحبت القوات بعد إكمال المهام، لكن الجيش الإسرائيلي أكد استمرار “المراقبة الدائمة”.
منظمات دولية مثل الأمم المتحدة دعت إلى احترام اتفاقية 1974، بينما أشارت تقارير إلى أن الانسحاب الأمريكي التدريجي من سوريا (بدأ في أبريل 2025) زاد من الضغط على إسرائيل لملء الفراغ.الانتشار على وسائل التواصل:










