وصل وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، اليوم الأحد، إلى إسرائيل في زيارة رسمية تهدف إلى تأكيد الدعم الأمريكي “الثابت” لتل أبيب، في وقت تعيش فيه المنطقة على وقع توتر متصاعد بسبب الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على قطر، والتي استهدفت ما قالت إسرائيل إنهم قادة بارزون في حركة “حماس”.
زيارة روبيو تأتي في لحظة دقيقة سياسيا ودبلوماسيا، إذ أثار القصف الإسرائيلي للأراضي القطرية موجة إدانات دولية وإقليمية، إلى جانب انتقاد نادر من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي وصف الهجوم بأنه “غير مسؤول” و”ضار بالمصالح الأمريكية في المنطقة”.
واشنطن تؤكد دعمها… رغم الغضب
وفي تصريح له قبيل مغادرته واشنطن، قال روبيو إن “ما حدث قد حدث”، في إشارة إلى القصف الإسرائيلي، مضيفا: “من الواضح أننا لسنا سعداء بذلك، والرئيس لم يكن سعيدا بذلك، لكن هذا لن يغير من طبيعة علاقتنا مع الإسرائيليين”.
وأكد وزير الخارجية أن بلاده “ستناقش” تداعيات الضربة، لكنه شدد على أن الدعم الأمريكي لإسرائيل “لن يتغير”، مشيرا إلى أن الأولوية تبقى لجهود التوصل إلى هدنة في الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
الموساد: العملية أضرت بصفقة الرهائن
وفي تقرير نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أفادت مصادر أمنية بأن تقديرات جهاز الموساد تشير إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية على الأراضي القطرية عطلت جهود الوساطة بشأن صفقة تبادل الرهائن، والتي تقودها كل من قطر، مصر، والولايات المتحدة.
وكانت حركة “حماس” قد أكدت نجاة خليل الحية، رئيس وفدها المفاوض، من القصف الذي استهدف مبنى في العاصمة القطرية الدوحة، ما أثار تساؤلات حول نجاعة الضربة وتوقيتها السياسي.
قطر: صمت رسمي وغضب مكتوم
رغم أن الدوحة لم تصدر بيانا رسميا شديد اللهجة، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية أكدت أن قطر “غاضبة بشدة” من العملية الإسرائيلية، وتعتبرها انتهاكا مباشرا لسيادتها وللدور الوسيط الذي تلعبه في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، والذي يحظى بدعم أمريكي منذ سنوات.
ويحذر مراقبون من أن هذه الضربة قد تدفع قطر إلى إعادة تقييم دورها في الوساطة، وهو ما قد يعقد فرص التوصل إلى اتفاق قريب بين “حماس” وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل الرهائن.
زيارة في توقيت حساس
زيارة روبيو تأتي أيضا قبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي من المتوقع أن تشهد تحركات من عدة دول أوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية، وهي خطوة ترفضها كل من إسرائيل والولايات المتحدة بشكل قاطع.
ومن المقرر أن يلتقي الوزير الأمريكي خلال زيارته كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعددا من المسؤولين الأمنيين والسياسيين، كما سيزور حائط المبكى في القدس.
خلاصة: اختبار لتحالفات واشنطن في الشرق الأوسط
تمثل هذه الزيارة اختبارا حقيقيا للعلاقات الأمريكية في الشرق الأوسط، إذ تحاول واشنطن الموازنة بين دعمها غير المشروط لحليفتها إسرائيل، وبين الحفاظ على علاقات استراتيجية مع شركاء أساسيين مثل قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
وفي وقت تتعالى فيه الأصوات داخل الولايات المتحدة – بما في ذلك من الرئيس السابق ترامب – بضرورة ضبط سلوك إسرائيل، يبدو أن روبيو يصر على إبقاء دعم بلاده على المسار التقليدي، مع الاعتراف بأن “الأمور أصبحت أكثر تعقيدا”.










