أجرى قائد قوات الأمن الداخلي الإيراني، العميد أحمد رضا رادان، اليوم الأحد، سلسلة لقاءات رفيعة المستوى في العاصمة العراقية بغداد، ركزت على ملفات أمنية حساسة، أبرزها تهريب السلاح عبر الحدود المشتركة، وتعزيز التعاون الثنائي في مواجهة الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وجاءت الزيارة الرسمية التي بدأت أمس السبت في ظل تصاعد المخاوف الإقليمية من نشاط شبكات التهريب في المناطق الحدودية بين إيران والعراق، وسط تقارير عن تورط جهات خارجية، بينها إسرائيل، في دعم عمليات تهريب السلاح، بحسب ما أوردته وسائل إعلام إيرانية.
لقاءات أمنية عالية المستوى
وفي أول لقاء له، اجتمع العميد رادان بوزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، بحضور وفود أمنية من كلا الجانبين.
وقالت وزارة الداخلية العراقية في بيان إن الاجتماع شهد مناقشة سبل مكافحة الجريمة العابرة للحدود، وتبادل الخبرات والمعلومات، وتفعيل مذكرات التفاهم الأمنية الموقعة بين البلدين.
وأكد الوزير الشمري خلال اللقاء أن “التنسيق والتعاون مع دول الجوار، وفي مقدمتها إيران، أمر مهم جدا لضمان الأمن المشترك”، مشيرا إلى أن هذا التعاون أسهم في إلقاء القبض على تجار مخدرات ومطلوبين خطرين، فضلا عن تحسين ضبط الحدود الدولية بين البلدين.
كما لفت الشمري إلى نجاح خطة تأمين الزيارة الأربعينية بالتنسيق مع الأجهزة الإيرانية، معتبرا أنها مثال على “فاعلية التعاون الأمني الثنائي”.
اللقاء مع هيئة الحشد الشعبي
وفي لقاء منفصل، اجتمع رادان برئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، حيث ناقش الطرفان تعزيز التعاون الأمني وتبادل المعلومات خصوصا في مناطق المعابر الحدودية، بحسب ما أفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء.
وذكرت الوكالة أن الجانبين ركزا على ملف تهريب السلاح عبر الحدود، معتبرين أنه يشكل تحديا أمنيا مشتركا تعزز بفعل “تحريض إسرائيلي يهدف إلى زعزعة الأمن على الحدود الإيرانية العراقية”، وفق تعبيرها.
قلق إيراني من نشاط المهربين على الحدود
سلطت وسائل إعلام إيرانية الضوء على تزايد نشاط المهربين، خصوصا في المناطق الجبلية والصحراوية الحدودية، مشيرة إلى أن عمليات تهريب الأسلحة قد تصاعدت خلال السنوات الأخيرة، وهو ما اعتبرته تهديدا مباشرا للأمن القومي الإيراني والعراقي على حد سواء.
وأشارت إلى أن إيران تأمل في تعزيز التنسيق مع بغداد لاحتواء هذا التهديد، من خلال دوريات مشتركة، وتوسيع نطاق المراقبة، وتبادل بيانات استخبارية بشكل أكثر فاعلية.
أبعاد إقليمية للزيارة
تأتي زيارة رادان في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة مرتبطة بالحرب في غزة، والنشاط المتزايد للفصائل المسلحة، وتنامي القلق الدولي من تهريب الأسلحة والصواريخ إلى أطراف غير رسمية.
وينظر إلى اللقاءات الأمنية بين طهران وبغداد كجزء من تحالف أمني إقليمي آخذ في التشكل لمواجهة التهديدات المشتركة، خصوصا في ظل اتهامات متبادلة بتسليح مجموعات خارجة عن القانون في بعض مناطق العراق.










