ألقى العميد المنشق مناف طلاس، اليوم في العاصمة الفرنسية باريس، محاضرة سياسية تطرق فيها إلى رؤيته لمستقبل سوريا، وأبرز المحطات في مسار الثورة، كما وجه رسائل مباشرة للسلطة الجديدة، وعلى رأسها الرئيس أحمد الشرع.
وشدد طلاس على أهمية بناء دولة وطنية جامعة بعيدا عن السعي إلى السلطة أو الهيمنة، مؤكدا أن تياره “لا يسعى إلى السلطة ولا ينافس عليها”، موضحا أن ما يهمه هو نجاح مشروع الدولة الجديدة على أساس مشاركة حقيقية لا شكلية.
رسالة إلى أحمد الشرع
تمنى طلاس للرئيس أحمد الشرع النجاح في الدخول إلى مؤسسات الدولة، مع التأكيد على أن الشرع “يجب أن يبتعد عن فكرة السعي للسلطة المطلقة”، داعيا إلى التركيز على بناء دولة تشاركية.
و أبدى طلاس استعداد تياره للتعاون مع الرئيس أحمد الشرع، مؤكدا أن المرحلة القادمة تحتاج إلى تكامل الجهود الوطنية وليس التنافس على المناصب.
الثورة السورية.. انتهت مبكرا
قال طلاس إن الثورة السورية انتهت فعليا في عام 2012، حين تم تشكيل المجلس الوطني السوري وبدأ ارتباطه بالمعادلات الدولية، معتبرا أن هذا التحول أنهى الطابع الثوري الشعبي المستقل.
وشدد على أن سوريا بلد عمره سبعة آلاف عام، مؤكدا أن لا أحد، لا بشار الأسد ولا أحمد الشرع، يستطيع بناءها وحده، بل تتطلب مشاركة وطنية واسعة.
تركيا والنظام السوري
وأشار إلى أن تركيا لعبت دورا كبيرا في إضعاف نظام بشار الأسد خلال سنوات الصراع، وهو دور لا يمكن تجاهله في فهم التوازنات الإقليمية.
الوضع الداخلي: السلاح والفوضى
وصف طلاس الوضع في الداخل السوري بأنه منهار ويعيش حالة فوضى شاملة، معتبرا أن الحاجة ملحة إلى توحيد السلاح وتحويله إلى بندقية وطنية، بدلا من استخدامه لخدمة أجندات خارجية.
الإسلام السياسي مرفوض
قال طلاس:”نفضل في سوريا إسلاما أشعريا أو صوفيا يشارك في السياسة، لا إسلاما سياسيا يفرض عليها”. في إشارة واضحة إلى رفض الإسلام السياسي كأيديولوجيا حاكمة.
وانتقد طلاس غياب القانون والمحاسبة الحقيقية في المشهد السوري الحالي، مؤكدا أن هذا الواقع “غير سليم” ويجب تغييره لبناء دولة قائمة على العدالة.
المجلس العسكري
كشف عن وجود تواصل مع أكثر من عشرة آلاف ضابط وعنصر من الجيش السوري السابق، ما يمكن من تأسيس مجلس عسكري إذا اقتضت المرحلة ذلك، مشيرا إلى الجهوزية العسكرية والتنظيمية.
وأكد طلاس أنه لم يتم أي تواصل بعد مع السلطة الجديدة، لكنه عبر عن الانفتاح الكامل على هذا الخيار، في حال كانت هناك نية جادة لبناء دولة وطنية.
النظام السياسي: الخيار الفيدرالي
أعلن طلاس رفضه للخيار الفيدرالي في سوريا، معتبرا أن دولة واحدة بجسم وطني موحد هي الطريق الأنسب للاستقرار.
محاضرة مناف طلاس حملت نبرة تصالحية وتحذيرية في آن معا، إذ دعا إلى الوحدة، إنهاء الفوضى، وتحييد السلاح الخارجي، مع التأكيد على أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون فرديا أو إقصائيا، بل يتطلب شراكة وطنية شاملة لبناء المستقبل.










