أكد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، أن مصر تمتلك رؤية واضحة وموقفًا فاعلًا في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى وجود مبادرة عربية شاملة تمثل “الخطة العملية الوحيدة القابلة للتنفيذ”، وتتضمن خطوات واضحة للتعامل مع اليوم التالي لوقف الحرب في قطاع غزة.
وقال عبد العاطي خلال مشاركته في صالون ماسبيرو الثقافي، الذي بثته قناة “إكسترا نيوز” مساء السبت، إن المبادرة تحظى بدعم عربي وإسلامي واسع، واعتراف من مسؤولين أمريكيين سابقين بأنها “الحل الأكثر واقعية” للخروج من الأزمة الإنسانية والسياسية في غزة.
المبادرة العربية: خطة قابلة للتطبيق بعد وقف الحرب
بحسب عبد العاطي، تستند المبادرة إلى:
إنهاء العمليات العسكرية في غزة بشكل كامل.
استئناف العملية السياسية على أساس حل الدولتين.
بدء إعمار القطاع بمشاركة دولية وعربية.
تمكين السلطة الفلسطينية من ممارسة دورها الكامل في غزة.
ضمانات دولية للحفاظ على الهدوء ومنع العودة إلى المواجهات المسلحة.
وأكد الوزير أن مصر “منخرطة بفاعلية” في التنسيق مع أطراف عربية ودولية، بهدف بلورة آلية تنفيذية لهذه المبادرة بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
علاقات استراتيجية مع واشنطن: المساعدات العسكرية ركيزة ثابتة
وفي الملف الثنائي، شدد عبد العاطي على أن العلاقات المصرية – الأمريكية “استراتيجية ومتشعبة”، مشيرًا إلى أن المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر تمثل أحد أعمدة هذا التحالف، وليست مجرد دعم مالي أو فني، بل “رمز وتجسيد للثقة المتبادلة” بين البلدين.
وأوضح أن قرارات الكونغرس الأمريكي الأخيرة خلت من المشروطية السياسية للمرة الأولى منذ سنوات، معتبرًا ذلك مؤشرًا على تعزيز الثقة في الدور المصري، خاصة في ظل الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب.
ترامب… ودور متجدد في غزة
وفي تقييمه للدور الأمريكي في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، قال عبد العاطي إن إدارة ترامب لعبت دورًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير الماضي، “حتى قبل تولي الرئيس مسؤولياته رسميًا”.
وأضاف: “نحن نُشجع التوجه الذي يطرحه الرئيس ترامب بتقديم نفسه كرجل سلام”، لافتًا إلى أن مصر تدعم أي جهد دولي من شأنه إحياء عملية السلام ورفع الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني المستمر منذ أكثر من 75 عامًا.
مصر: شريك محوري ومستعد للعب دور أكبر
تُظهر تصريحات عبد العاطي أن القاهرة ترى في نفسها لاعبًا رئيسيًا في المرحلة القادمة لما بعد الحرب في غزة، وتعمل على تعزيز موقعها كوسيط نزيه وفاعل في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، بالشراكة مع واشنطن والدول العربية الكبرى.
وفي الوقت ذاته، تراهن مصر على استقرار التحالف مع الولايات المتحدة، مستفيدة من المناخ السياسي الجديد الذي يقدمه ترامب، والذي يتميّز بانفتاح أكبر على الشراكات الاستراتيجية في المنطقة.
القاهرة تستعد لليوم التالي… وتحافظ على توازنها بين فلسطين وواشنطن
بين مبادرة عربية شاملة لليوم التالي في غزة، وتحالف راسخ مع الولايات المتحدة، تؤكد مصر من خلال تصريحات وزير خارجيتها أنها جاهزة للعب دور مركزي في مستقبل الشرق الأوسط، وأنها تتحرك على قاعدة ثابتة من المبادئ، مع انفتاح براغماتي على التحولات الدولية.










