في واقعة تثير القلق بشأن أمن الآثار المصرية، ترددت خلال الساعات الماضية أنباء عن اختفاء أسورة ذهبية نادرة تعود إلى أحد ملوك الأسرة الحادية والعشرين، من داخل خزينة قسم الترميم بالمتحف المصري في التحرير.
ووفقا لمصادر مطلعة تحدثت إلى وسائل الإعلام بشرط عدم الكشف عن هويتها، فإن مصير الأسورة لا يزال مجهولا حتى الآن، الأمر الذي دفع الجهات المعنية إلى فتح تحقيقات موسعة لتحديد الملابسات وكشف تفاصيل ما يشتبه في كونه “حادث اختفاء غامض”.
ضمن تجهيزات معرض دولي
وأفاد المصدر بأن اختفاء القطعة الأثرية النادرة قد تم رصده أثناء أعمال تغليف وتجهيز القطع الأثرية المقرر نقلها إلى العاصمة الإيطالية روما، حيث تشارك مصر في معرض عالمي بعنوان “كنوز الفراعنة”، والمقرر افتتاحه في قصر إسكوديري ديل كويريناله في الفترة من 24 أكتوبر 2025 حتى 3 مايو 2026.
ويضم المعرض 130 قطعة أثرية، تروي فصولا متنوعة من تاريخ الحضارة المصرية القديمة، وكان من بين المعروضات المرتقبة هذه الأسورة الذهبية الملكية، التي تعد واحدة من القطع الفريدة من نوعها التي لا تقدر بثمن.
التحقيقات جارية.. وتحفظ على المشتبهين
وبحسب المعلومات الأولية، فقد تم التحفظ على جميع العاملين الذين لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة بالقطعة المفقودة، بمن فيهم موظفو الترميم والنقل والتأمين، بينما يخضع عدد منهم حاليا للاستجواب من قبل الجهات الأمنية.
كما شملت الإجراءات الأمنية التحفظ على الهواتف المحمولة الخاصة بعدد من الموظفين الذين تواجدوا في موقع التحضير والنقل وقت رصد الواقعة، في محاولة لتحديد أي أدلة رقمية أو اتصالات قد تكشف مصير القطعة.
صمت رسمي.. ومخاوف متزايدة
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، رفضت وزارة السياحة والآثار التعليق رسميا على الحادثة، رغم محاولات وسائل إعلام التواصل مع مسؤولين داخل الوزارة لتأكيد أو نفي الواقعة. ويأتي هذا الصمت ليزيد من حالة القلق والجدل في الأوساط الأثرية والإعلامية، خاصة في ظل حساسية توقيت الحدث المتزامن مع معرض دولي ضخم.
أزمة ثقة في منظومة تأمين الآثار
تعيد هذه الحادثة إلى الواجهة أسئلة قديمة متجددة حول فعالية منظومة تأمين الآثار في مصر، وسط انتقادات بشأن تأمين المتاحف، خصوصا خلال مراحل التحضير للمعارض الخارجية، التي تنطوي على تعاملات دقيقة مع قطع أثرية لا تعوض.
ويخشى أن يؤثر هذا الحادث، إن تأكد رسميا، على صورة مصر الدولية في مجال حماية التراث، لاسيما وأن المعارض الخارجية تعد أحد أبرز أدوات القوة الناعمة المصرية في الترويج لحضارتها حول العالم.










