الدوحة – 15 سبتمبر 2025، رغم الزخم السياسي الذي رافق انعقاد القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، والتي جاءت ردا على الهجوم الإسرائيلي على قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية يوم 9 سبتمبر، فقد سجل غياب لافت لعدد من القادة العرب، وسط حضور قوي من رؤساء دول رئيسيين مثل عبد الفتاح السيسي (مصر)، رجب طيب أردوغان (تركيا)، محمود عباس (فلسطين)، محمد شياع السوداني (العراق)، ومسعود بزشكيان (إيران).
ورغم هذه المشاركة الواسعة، اكتفت بعض الدول العربية البارزة بإرسال وزراء خارجية أو ممثلين رفيعي المستوى، ما أثار تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا الغياب، سواء كانت سياسية، أمنية، أو داخلية.
تونس والجزائر والمغرب توافق على غياب القادة
أبرز الغائبين عن القمة والممثلين عنهم، الرئيس قيس سعيد، وهو معروف بغيابه عن القمم الجماعية واعتماده على مواقف فردية أكثر صرامة تجاه التطبيع.
كما يتغيب أيضا رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، والذي يتبع سياسات التغيب عن القمم العربية، ويحضرها عنه وزير الخارجية عبد المجيد تبون، رغم العلاقات القوية بين الجزائر والدوحة.
كذلك يغيب عن القمة ملك المغرب محمد السادس وهو بغيابه عن القمم الجماعية.
سلطة عمان والكويت والبحرين غياب لأسباب متعددة
كما يتغيب عن قمة الدوحة سلطان سلطنة عمان هيثم بن طارق، حيث تتبع مسقط تقليد دبلوماسي في الحياد والابتعاد عن المواجهات الإقليمية المباشرة؛ عادة ما يمثل السلطان بمبعوثين.
ومن الغائبين أيضا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، نظرا للعلاقات المتوترة بين الدوحة والمنامة منذ 2011.
أيضا يغيب عن القمة العربية في قطر، أمير الكويت مشعل الأحمد الصباح، حيث تشهد الكويت اضطرابات سياسية تهيمن على المشهد الداخلي.
ما وراء الغياب؟
تظهر الغيابات نمطا واضحا لسياسات خارجية تعتمد على المرونة أو الحذر تجاه الاصطفافات الإقليمية الحادة، خصوصا في القضايا الحساسة مثل العلاقة مع إسرائيل أو الانخراط في تحالفات عسكرية أو سياسية علنية.
تونس وعمان مثالان على دول تسعى للحفاظ على استقلالية القرار السياسي، دون الانخراط الكامل في محاور متعارضة.
البحرين تتعامل بحذر مع القمم التي قد تفسر كمواجهة مباشرة مع تل أبيب.
الكويت تعاني من عدم استقرار سياسي داخلي يجعل الأولوية للملفات المحلية أكثر من الإقليمية.
ورغم الغياب، حرصت هذه الدول على إصدار بيانات رسمية تدين الهجوم الإسرائيلي، ما يشير إلى وجود دعم سياسي معلن، ولو دون التزام بالحضور الشخصي على أعلى مستوى.
هل أثر الغياب على نتائج القمة؟
بحسب مراقبين، فإن الغيابات لم تفشل القمة، لكنها سلطت الضوء على الانقسامات الدقيقة داخل الصف العربي الإسلامي. فقد نجحت القمة في إصدار بيان نهائي موحد نسبيا، يدين “العدوان الإسرائيلي”، ويدعو إلى: تعزيز آليات الدفاع المشترك، ومراجعة اتفاقيات التطبيع، ودعم المقاومة الفلسطينية سياسيا وإعلاميا.










