أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى، بأن بلاده تدخل في “نوع من العزلة”، في اعتراف يعكس حجم الضغوط السياسية والاقتصادية المتزايدة على إسرائيل جراء حربها المستمرة في غزة وسياساتها اليمينية المتطرفة.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نتنياهو، خلال مؤتمر لوزارة المالية، قوله:
“نحن ندخل في نوع من العزلة، وسيتعين علينا التكيف أكثر فأكثر مع اقتصاد يتمتع بخصائص الاكتفاء الذاتي”.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “ماركر” الاقتصادية أن نتنياهو أكد أن “إسرائيل تعيش حالياً نوعاً من العزلة السياسية”، مضيفاً:
“على إسرائيل أن تتصرف وفقاً لذلك، وأن تنتج الأسلحة بنفسها كي لا تصبح تابعة للعالم”.
سياق العزلة الدولية
تأتي تصريحات نتنياهو بعد سلسلة من الإجراءات الدولية التي زادت من عزلة إسرائيل دول غربية، بينها بريطانيا، إسبانيا، وكندا، أعلنت وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل.
ودول أخرى مثل فرنسا، أستراليا، إسبانيا، والنرويج، أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال اجتماعات الأمم المتحدة في سبتمبر الجاري.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد نفت مراراً تقديرات حول دخولها في عزلة دولية بسبب الحرب على غزة، لكنها تجد نفسها الآن أمام واقع يقر به رئيس الوزراء نفسه.
تصريحات نتنياهو أثارت ردود فعل قوية داخل إسرائيل
يائير لابيد، زعيم المعارضة، وصفها بـ”الجنونية”، قائلاً في منشور عبر منصة “إكس”: “العزلة ليست قدراً، بل هي نتاج سياسة خاطئة وفاشلة لنتنياهو وحكومته. إنهم يحوّلون إسرائيل إلى دولة من دول العالم الثالث، ولا يسعون حتى لتغيير الوضع”.
يائير غولان، زعيم حزب “الديمقراطيين” المعارض، هاجم نتنياهو بحدة قائلاً: “نتنياهو يحيي مواطني إسرائيل بمناسبة رأس السنة العبرية: للحفاظ على عرشي، أحتاج إلى حرب وعزلة أبديتين. وأنتم ستضحّون بالبلاد والاقتصاد ومستقبل أبنائكم وارتباطكم بالعالم”.
وأضاف: “ردّنا على هذا الرجل الوضيع: هذا العام سنغيركم وننقذ إسرائيل”.
حرب غزة
بدعم أمريكي، تواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربها على غزة، والتي وصفتها تقارير حقوقية دولية بأنها إبادة جماعية، أسفرت عن 64,905 قتلى و164,926 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء و425 ضحية بسبب المجاعة، بينهم 145 طفلاً.
إضافة إلى ذلك، تواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية وأجزاء من سوريا ولبنان، رافضة الانسحاب أو السماح بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.










