يشهد نظام البكالوريا المصري الجديد، الذي أعلن عن تطبيقه اعتبارًا من العام الدراسي 2025-2026، موجة من الجدل والانتقادات بين الطلاب وأولياء الأمور، وسط حالة من الترقب والتساؤلات حول استعدادات المدارس ومدى جاهزيتها لتطبيق نظام تعليمي جديد كليًا يحل محل نظام الثانوية العامة التقليدي الذي استمر لأكثر من خمسين عاماً.
وأسباب إقرار النظام الجديد
تأتي هذه التغييرات ضمن خطة الحكومة لتطوير التعليم الثانوي بهدف تحسين جودة التعليم ومواكبة الأنظمة التعليمية العالمية. ويهدف نظام البكالوريا الجديد إلى تقسيم الدراسة إلى مسارات متعددة بدلًا من التخصص التقليدي في علمي وأدبي، من بينها مسارات العلوم والهندسة والعلوم الإنسانية، مع التركيز على المهارات العملية والتقنية، بجانب المواد الأساسية.
تصريحات وزير التربية والتعليم
أصدر وزير التربية والتعليم المصري تصريحات رسمية أوضح فيها أن النظام الجديد سيوفر فرصًا تعليمية أوسع للطلاب، مشيرًا إلى أن البكالوريا الجديدة ستساهم في إعداد جيل قادر على المنافسة عالميًا في سوق العمل، سواء داخل مصر أو خارجها. وأكد الوزير أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة لضمان تجهيز المدارس بالأدوات والتقنيات الحديثة، ودعم المعلمين ببرامج تدريبية مكثفة قبل تطبيق النظام.
وأكد الوزير حرص الحكومة على تقليل أعباء الطلاب من خلال تخفيض عدد المواد الدراسية في بعض المسارات وتقديم الامتحانات بصورة أكثر مرونة، مع ضمان استمرار مجانية التعليم في هذا النظام للحاصلين على شهادة التعليم الأساسي. وأشار إلى أن التحويل بين أنظمة التعليم الثانوي المختلفة لن يكون متاحًا خلال فترة الدراسة لتجنب تشويش الطلاب على مساراتهم.
الجدل والانتقادات في الشارع المصري
رغم تأكيدات الوزارة، يستمر الجدل واسعًا بين الأسر والطلاب الذين عبروا عن تخوفهم من سرعة تطبيق النظام، وسط مخاوف من عدم جاهزية المدارس بشكل كامل ولجان التصحيح والامتحانات لتطبيق النظام الجديد. كما لاحظ البعض عدم وضوح المعايير التي سيتبعها النظام في التقييم والأعباء التي قد يتحملها الطلبة في ظل مسارات متعددة تتطلب تخصصًا دقيقًا.
انتقادات أخرى تركزت حول ضيق الوقت المتاح للتحول إلى النظام الجديد، وتخوف من أن تكون تجربة العام الأول اختبارًا تجريبيًا غير مكتمل قد يؤثر على مستقبل الطلاب الأكاديمي. كما تبادل بعض المعلمين تحذيرات من احتمال زيادة حالات الغش أو الفوضى إذا لم يتم توفير التدريب الكافي لمراقبة الامتحانات.
تطورات قانونية وتنظيمية
أقر مجلس النواب تعديلات قانونية تسمح بتطبيق نظام البكالوريا اختياريًا، مع إخضاعه لقانون التعليم الثانوي. وشملت التعديلات بنودًا تضمن بقاء النظام مجانيًا للحاصلين على الشهادة الأساسية، لكنه لم يعطِ صلاحيات للتحويل بين أنظمة التعليم في أثناء فترة الدراسة.
آفاق مستقبل التعليم في مصر
رغم الانتقادات الراهنة، يرى بعض الخبراء أن إدخال نظام البكالوريا يعد خطوة إيجابية لتحديث منظومة التعليم، مع إمكانية تطويره تدريجيًا بناءً على نتائج السنوات الأولى للتطبيق، وأنه يمهد لتحسين فرص الطلاب في الانخراط في جامعات عالمية، عدا عن تحسين نسب التوظيف.
التحديات والفرص
تتمثل التحديات الرئيسية في ضرورة توفير تدريب مستمر للمعلمين، تحديث البنية التحتية للمدارس، وتبني وسائل تكنولوجية حديثة لضمان تنفيذ سليم وتقييم عادل للطلاب. في المقابل، يفتح النظام فرصًا للطلاب لاختيار مجالات دراسية تلائم قدراتهم وميولهم، ما يعزز من نسبة النجاح وانطلاقهم في حياتهم المهنية.










