أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، إلقاء القبض على تايلر روبنسون (22 عاما)، المتهم الرئيسي بقتل الناشط السياسي المحافظ البارز تشارلي كيرك، في حادثة هزت الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة أسوشيتد برس إن الادعاء العام في ولاية يوتا يستعد لتوجيه أخطر تهمة في النظام القانوني الأمريكي ضد روبنسون، وهي القتل من الدرجة الأولى، مع احتمالية تصنيفها كـ”جريمة قتل عمد” قد تفضي إلى عقوبة الإعدام.
ووفقا لقوانين ولاية يوتا، فإن عقوبة الإعدام رميا بالرصاص لا تزال سارية، في حال تعذر تنفيذ الحكم عبر الحقنة القاتلة، وهو ما يعيد إلى الأذهان تنفيذ آخر حكم إعدام رميا بالرصاص في الولاية عام 2010 بحق المدان روني لي جاردنر.
التهم ودوافع القتل
من المتوقع أن يمثل روبنسون أمام المحكمة قريبا عبر الفيديو، حيث يحتجز حاليا دون كفالة. ويعمل المحققون على تحليل أدلة معقدة عثر عليها في مكان الحادث، من بينها بندقية تحمل شعارات مناهضة للفاشية، وذخائر، بالإضافة إلى محادثات رقمية تشير إلى دافع أيديولوجي محتمل وراء الجريمة.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن روبنسون صرح قبل الهجوم أنه “أتيحت له فرصة قتل كيرك، وسيفعل”، مضيفا: “مع بعض أشكال الكراهية، لا يمكن التفاوض”.
من هو تشارلي كيرك؟
تشارلي كيرك، الذي كان يبلغ من العمر 31 عاما، يعد أحد أبرز الأصوات في الحركة المحافظة الأمريكة، وهو مؤسس منظمة “Turning Point USA”، التي لعبت دورا بارزا في حشد الشباب الجمهوري، وساهم بشكل كبير في فوز دونالد ترامب بانتخابات 2024، وفقا لصحيفة “ديلي ميل”.
وفي يوم اغتياله، كان كيرك يلقي خطابا ضمن جولة طلابية في جامعة يوتا فالي، حيث ناقش قضايا مثيرة للجدل مثل ضبط الأسلحة، وحوادث إطلاق النار، وحقوق المتحولين جنسيا، قبل أن يطلق عليه الرصاص داخل قاعة الجامعة، مما أدى إلى مقتله على الفور.
هل القتل بدافع سياسي؟
تشير التحقيقات الأولية إلى أن روبنسون تحول تدريجيا نحو أيديولوجيات يسارية متطرفة، ويشتبه في أنه تأثر بمحتوى تحريضي على الإنترنت. كما تحدث مسؤولون عن علاقة شخصية تربطه بشخص متحول جنسيا، وهي مسألة يتداولها سياسيون كمحتمل ارتباطها بمواقف كيرك المناهضة للمتحولين جنسيا، رغم عدم تأكيد المحققين لهذا الدافع رسميا حتى الآن.
أدلة جنائية حاسمة
أكد مدير الـFBI كاس باتيل أن تحديد هوية القاتل جاء نتيجة أدلة قوية، بينها الحمض النووي على سلاح الجريمة، وأدوات تم العثور عليها بالقرب من مسرح الحادث.
من جانبه، وصف حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس المتهم بأنه “شاب تحول سياسيا بشكل متطرف خلال السنوات الأخيرة”، وحذر من خطورة تصاعد العنف السياسي في المجتمع الأمريك.
اغتيال يهز اليمين الأمريكي
لم يكن كيرك مجرد معلق سياسي، بل شخصية ذات نفوذ كبير في أوساط المحافظين الأمريكين، ما جعل اغتياله يأخذ طابعا سياسيا خطيرا. وقد أثار الحادث موجة إدانات واسعة من شخصيات جمهورية، في وقت تتزايد فيه التحذيرات من احتمالات تصاعد العنف بين التيارات السياسية في الولايات المتحدة.










