في خطوة لافتة تحمل أبعادا سياسية وأمنية، أعلن الشيخ سليمان عبد الباقي، قائد تجمع “أحرار جبل العرب”، عن تكليفه رسميا من قبل وزير الداخلية السوري أنس خطاب بإدارة الملف الأمني في محافظة السويداء، وتحديدا قيادة مديرية الأمن في مدينة السويداء.
محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، لطالما شكلت نموذجا خاصا في خارطة الصراع السوري.
اجتماع دمشق
الخطوة سبقتها جلسة موسعة عقدها وزير الداخلية أنس خطاب مع قيادات أمنية في المحافظة، على رأسهم العميد حسام مأمون الطحان، لمناقشة استراتيجية جديدة للأمن، وفق منشور رسمي نشر على منصة “إكس”، أكد فيه الوزير أن التعيينات الجديدة تأتي في إطار “تعزيز الأمن وحماية المواطنين مع احترام الخصوصية المجتمعية للمنطقة.”
يأتي هذا القرار ضمن إعادة هيكلة أمنية تشهدها محافظة السويداء، في محاولة لدمج القوى المحلية في المنظومة الأمنية الرسمية، وتعزيز الاستقرار في محافظة التي هي خارج السيطرة الكاملة للسلطة المركزية، نتيجة للتوترات المتكررة بين سلطة أحمد الشرع والفصائل الدرزية بقيادة الشيخ حكمت الهجري.
من هو سليمان عبد الباقي؟
يعد عبد الباقي (35 عاما) أحد أبرز الوجوه الشابة في الحراك المدني والسياسي في السويداء، وبرز منذ عام 2022 كقائد ومؤسس لـ”تجمع أحرار جبل العرب”، وهو كيان محلي تشكل لحماية المتظاهرين ومواجهة نفوذ الميليشيات المدعومة من إيران، حسب ما أعلن التجمع عند تأسيسه.
شارك عبد الباقي في حراك “ساحة الكرامة”، وكان صوته حاضرا في معظم التحركات الشعبية التي شهدتها السويداء في الأعوام الثلاثة الماضية، مطالبا بالإصلاح، ورافضا لتغلغل القوى الأجنبية والفوضى الأمنية.
وقد تعرض لمحاولتي اغتيال في أقل من عام؛ الأولى بإطلاق نار في نوفمبر 2024، والثانية في مارس 2025 عندما استهدف منزله بقذيفة RPG، في دلالة على التحديات الخطيرة التي واجهها بسبب نشاطه السياسي والأمني.
الدلالات السياسية للتكليف
تكليف عبد الباقي بمنصب أمني رسمي يعتبر تحولا نوعيا في مقاربة دمشق للتعامل مع السويداء، حيث تعد هذه المرة الأولى التي يمنح فيها ناشط محلي من خارج المؤسسة الأمنية الرسمية هذا الدور المباشر في إدارة جهاز أمني حساس.










