في تطور جديد يعكس التوترات المتصاعدة في محافظة السويداء جنوب سوريا، أعلنت عشائر البدو اليوم (17 سبتمبر 2025) عن قطع طريق دمشق – السويداء الرئيسي، كرد فعل على “خارطة الطريق” التي أعلنت عنها الحكومة السورية بالتعاون مع الأردن والولايات المتحدة أمس (16 سبتمبر).
يُعتبر هذا الاحتجاج تعبيرًا عن رفض واسع للاتفاق، الذي يهدف إلى حل الأزمة الأمنية والإنسانية في المنطقة، لكنه يُنظر إليه محليًا كمحاولة لفرض “وصاية خارجية” وتجاهل مطالب الأطراف المحلية.
خلفية الاتفاق الثلاثي
أعلنت وزارة الخارجية السورية، في بيان مشترك مع نظيراتها الأردنية والمبعوث الأمريكي توماس براك، عن “خارطة طريق” تتكون من 7 خطوات رئيسية لحل الأزمة في السويداء، التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال يوليو الماضي أسفرت عن آلاف الضحايا ونزوح عشرات الآلاف.
تشمل البنود الرئيسية:
تحويل ملف السويداء إلى الجانب الأمريكي لمتابعة التنفيذ.
انسحاب قوات العشائر وقوات الأمن إلى خارج القرى الدرزية.
تمشيط القرى للتأكد من خلوها من القوات الحكومية أو العشائرية.
تشكيل مجالس محلية لتقديم الخدمات، ولجان لتوثيق الانتهاكات.
نزع السلاح من مناطق مجاورة مثل القنيطرة ودرعا، مع تشكيل لجان أمنية محلية غير مسلحة بأسلحة ثقيلة.
منع دخول مؤسسات حكومية سورية، مع السماح لمنظمات الأمم المتحدة فقط.
تكريس “سردية وطنية” لمكافحة خطاب الكراهية الطائفي، بدعم أمريكي-أردني.
و أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس براك أن “مجتمع الدروز سيزدهر ضمن سوريا واحدة بروح التسامح”.
ومع ذلك، رفضت اللجنة القانونية العليا في السويداء (التابعة لقائد المعارضة الدرزي حكمت الهجري) الاتفاق، معتبرة إياه “تكريسًا للإفلات من العقاب” و”فرض وصاية”، ودعت إلى إدارة ذاتية أو انفصال، مع تحقيق دولي مستقل عن المجازر السابقة.
تفاصيل الاحتجاج وقطع الطريق:
بدأ الاحتجاج صباح اليوم، حيث قامت عشائر البدو (المهجرة سابقًا من السويداء) بإغلاق الطريق الدولي درعا – دمشق عند مدخل السويداء، باستخدام إطارات مشتعلة وحواجز مؤقتة، مما أدى إلى توقف حركة التجارة والمواصلات. تم فتح الطريق جزئيًا لاحقًا تحت إشراف الأمن العام، لكن التوتر مستمر.
المطالب الرئيسية:
ضمان عودة العائلات المهجرة (حوالي 80 ألف نازح) إلى منازلها دون شروط.
نزع سلاح “الميليشيات الدرزية” (في إشارة إلى فصائل تابعة للهجري) مقابل نزع سلاح العشائر.
رفض أي ترتيبات تُفرض قسرًا، مع اتهام الاتفاق بـ”تعميق الاحتقان” واستهداف مصالح أبناء المنطقة.
يأتي الاحتجاج بعد ترحيل عشرات العائلات البدوية برعاية حكومية، وفي ظل حملة توقيعات شعبية في السويداء تطالب باستفتاء لتقرير المصير (استقلال أو إدارة ذاتية). أدى الحدث إلى توترات إضافية، مع تقارير عن منع مرور المهجرين عند الحواجز.










