وصل رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية التركية (MIT)، إبراهيم كالن، صباح اليوم الأربعاء، إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة رسمية غير معلنة مسبقا، وفق ما أكدته مصادر أمنية تركية وسورية، بالتزامن مع إعلان الحكومة السورية عن خارطة طريق لحل الأزمة في محافظة السويداء.
لقاءات ومباحثات رفيعة المستوى
من المتوقع أن يلتقي كالن خلال زيارته بكل من الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الشعب بدمشق، ووزير الخارجية أسعد الشيباني ومسؤولين أمنيين رفيعي المستوى.
ووفق المصادر، تهدف زيارة رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية التركية إلى تعزيز التنسيق الأمني والسياسي بين البلدين، في ضوء التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة السورية، خاصة فيما يتعلق بـ الأمن الحدودي التركي السوري.
وكذلك تطورات اتفاق 10 مارس 2025 بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وآليات دمج قسد في مؤسسات الدولة السورية.
كما تتناولزيارة كالن الاستقرار في شمال سوريا ومكافحة الإرهاب، وسبل التعامل مع التدخلات الخارجية في مناطق الشمال والشرق السوري.
السياق السياسي والأمني للزيارة
تمثل هذه الزيارة الثانية من نوعها لإبراهيم كالن إلى دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، وتأسيس الحكومة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع في يناير الماضي.
وقد اتخذت تركيا، التي كانت من أبرز داعمي المعارضة السورية سابقا، تحولا تدريجيا في موقفها، لتصبح واحدة من الدول الإقليمية الداعمة لـ”الاستقرار السياسي والانتقالي” في سوريا الجديدة.
كما تأتي الزيارة في وقت حساس، حيث أعلنت دمشق الأسبوع الماضي عن خارطة طريق شاملة لمعالجة الوضع في محافظة السويداء، تتضمن إصلاحات إدارية وأمنية وحوارا مع قادة المجتمع المحلي. وتعد هذه الخطة محل اهتمام إقليمي ودولي، وسط ترقب لدور تركيا في دعم تنفيذها.
تغطية إعلامية حذرة ومحدودة
ورغم أن الزيارة لم يعلن عنها رسميا مسبقا لدواع أمنية، إلا أن وسائل إعلام سورية، من بينها تلفزيون سوريا وشبكات إخبارية محلية، نقلت صورا حصرية وتغطية حية للقاءات التي أجراها الوفد التركي في دمشق.
اتفاقات ومفاوضات مع الإدارة الذاتية
تجري الحكومة السورية بالتوازي مفاوضات مع “الإدارة الذاتية” شمال شرق البلاد، وسط مطالب من قسد بضمانات دولية لأي اتفاق سياسي. وتلعب تركيا دورا حساسا في هذا الملف، حيث تعارض أي صيغة تمنح قسد نفوذا خارج سلطة الدولة المركزية، في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة إلى تأمين حدودها الجنوبية ومواجهة امتدادات حزب العمال الكردستاني.
يتوقع أن تصدر الجانبان بيانا مشتركا خلال الأيام القادمة، يوضح مخرجات الزيارة وخارطة التعاون المقبلة، وسط تطورات إقليمية سريعة قد تعيد رسم ملامح المشهد السوري.










