من المقرر أن يعقد رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس لقاء “مغلقا” مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم الثلاثاء 23 سبتمبر/أيلول، عند الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت أثينا.
ووفقا لمصادر حكومية يونانية، يأتي هذا اللقاء في سياق محاولات تهدئة التوترات المتجددة في بحر إيجه وشرق المتوسط، خاصة في ظل التصعيد الأخير المتعلق بإصدار نافتكس متبادلة، وتوسع أنشطة التنقيب جنوب جزيرة كريت بعد دخول شركة شيفرون الأمريكية إلى المشهد الطاقي اليوناني.
قضايا خلافية معلقة
اللقاء المرتقب يتوقع أن يركز على العلاقات الثنائية المعقدة، وسبل الحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة، رغم استمرار الخلافات العميقة بين البلدين بشأن ترسيم المناطق البحرية والمنطقة الاقتصادية الخالصة (EEZ)
وكذلك الوجود العسكري على الجزر اليونانية، وسط مطالب تركية متكررة بنزع سلاحها، ومزاعم تركيا بوجود “مناطق رمادية” في بحر إيجه، ورفض اليونان التام لمناقشة أي قضايا تمس السيادة الوطنية
ميتسوتاكيس: لا تفاوض على السيادة
وفي مقابلة متلفزة أجراها رئيس الوزراء اليوناني مساء الأربعاء مع قناة ANT1، أكد أنه لا يوجد حتى الآن موعد نهائي محدد للقاء، لكن “الرغبة متبادلة لإيجاد الوقت”. وأضاف:
“لن نناقش نزع السلاح أو السيادة أو المناطق الرمادية. هذه ليست مواضيع مطروحة. كلما طرحت هذه القضايا على الطاولة، تعقدت جهود التفاوض على ترسيم المناطق البحرية”.
وشدد على أن الخلاف الأساسي بين الجانبين هو ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة، مؤكدا أن أثينا لا تعارض اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، بشرط اعتراف تركيا بأن “الخلاف الوحيد هو في الحدود البحرية”.
الرياضة توحد الشعوب؟
وفي جانب غير متوقع من المقابلة، تطرق ميتسوتاكيس إلى ردود الفعل بعد مباراة اليونان وتركيا في بطولة أوروبا لكرة السلة، مشيدا بموقف اللاعبين يانيس أنتيتوكونمبو وألف بيرين سيغون، اللذين دعيا إلى وحدة الشعوب عبر الرياضة.
وقال:”ليس بين شعبينا الكثير مما يفرق بينهما. نحن قادرون على التعايش مع اختلافاتنا، من دون أن يكون الوضع في حالة تأهب دائم”.
تصعيد تحت السطح
يأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه العلاقات اليونانية-التركية حالة من الهدوء الحذر، بعد شهور من التوتر المرتبط بأنشطة استكشاف الطاقة، وتحركات بحرية وعسكرية متبادلة. كما يراقب الاتحاد الأوروبي وواشنطن تطورات هذا اللقاء عن كثب، في ظل رغبة غربية في خفض التصعيد بين دولتين عضوين في الناتو.










