أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن مكافأة مالية تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد أو موقع ثلاثة عملاء إلكترونيين تابعين للحرس الثوري الإيراني، وهم: علي أغاميري، وياسر بلغي، ومسعود جليلي، وذلك في إطار برنامج “مكافآت من أجل العدالة” الذي يهدف إلى مكافحة الإرهاب والأنشطة الخبيثة العابرة للحدود.
3 تهم فدرالية
وجاء في بيان مشترك صدر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالات الاستخبارات الأمريكية، يوم الأربعاء 17 سبتمبر/أيلول 2025، أن الأشخاص الثلاثة متورطون في أنشطة إلكترونية خبيثة تنسب إلى الحرس الثوري الإيراني، وتستهدف مؤسسات ومواطنين أمريكيين، إلى جانب التدخل في شؤون دولية حساسة.
وأوضح البيان أن الإيرانيين الثلاثة يواجهون تهما فدرالية تتضمن، التآمر للوصول غير المشروع إلى أجهزة كمبيوتر محمية، الاحتيال من خلال سرقة الهوية والتعريف الزائف، وتقديم دعم مادي لمنظمات إرهابية أجنبية.
وكانت محكمة في العاصمة واشنطن قد أصدرت، في سبتمبر/أيلول 2024، أوامر اعتقال بحق العناصر الثلاثة، بعد توجيه عدة اتهامات رسمية إليهم تتعلق بالقرصنة الإلكترونية واستهداف الأمن القومي الأمريكي.
أنشطة إلكترونية استهدفت الانتخابات ومسؤولين كبار
كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي أن حملة القرصنة الإيرانية بدأت منذ عام 2019، وامتدت لتشمل أفرادا مرتبطين بالحملات الانتخابية الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
وكذلك مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين، وباحثين وصحفيين وناشطين في قضايا الشرق الأوسط وإيران.
وفي 27 سبتمبر/أيلول، أعلنت شركة الأمن السيبراني “دريم” عن كشفها هجوما إلكترونيا معقدا مصدره إيران، هدف إلى تقويض الثقة والوساطة الدولية، واخترق حتى مفاوضات القاهرة لوقف إطلاق النار في غزة.
ووفقا لتقرير “دريم”، تمكن قراصنة إيرانيون من اختراق حساب بريد إلكتروني رسمي تابع لأحد موظفي السفارة العمانية في باريس، واستخدم هذا الحساب لإرسال رسائل احتيالية بدت كأنها مراسلات دبلوماسية رسمية، مرفقة بملفات مايكروسوفت وورد تحتوي على برامج تجسس متقدمة.
اتهامات متكررة ضد إيران
تتهم إيران منذ سنوات بتنفيذ هجمات إلكترونية واسعة النطاق ضد أهداف أمريكية وغربية، بما في ذلك هجوم فدية استهدف مستشفى للأطفال في نيو إنجلاند.
وكذلك مؤامرة لاغتيال مسؤولين أمريكيين على الأراضي الأمريكية، ومحاولة قتل صحافي إيراني معارض يعيش في الولايات المتحدة.
ووفقا لتقرير لوكالة أسوشيتد برس نشر في يوليو/تموز الماضي، فإن أنشطة مجموعات القرصنة المرتبطة بالجمهورية الإسلامية تزايدت بشكل ملحوظ بعد الهجمات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وامتدت لتشمل بنوكا أمريكية، ومقاولين عسكريين، وشركات نفط.
اختراق الانتخابات الأمريكية
وفي بيان مشترك صدر بتاريخ 19 أغسطس 2024، أكدت وكالات الاستخبارات الأمريكية أن إيران كانت وراء محاولات اختراق الحملات الانتخابية لكل من دونالد ترامب وجو بايدن، في محاولة للتأثير على مسار الانتخابات الرئاسية.
تعكس هذه التطورات تصعيدا خطيرا في الحرب السيبرانية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث باتت الفضاءات الرقمية ساحة مفتوحة لصراعات سياسية وأمنية تمتد آثارها إلى مستويات دبلوماسية واستراتيجية عميقة. وينتظر أن تتابع واشنطن هذه القضية على المستويين الأمني والدولي، في إطار جهودها المتواصلة لمكافحة الهجمات الإلكترونية العابرة للحدود.










