في تحرك خليجي عاجل، عقد مجلس الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جلسة استثنائية في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الخميس، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية، والذي وصفه المجلس بأنه “تصعيد خطير ومرفوض”، مؤكدا أن الاعتداء “يمثل تهديدا مباشرا لأمن دول المجلس كافة”.
وفي ختام الاجتماع، أقر المجلس خمس آليات دفاعية جديدة تهدف إلى تعزيز قدرات الردع والتكامل الأمني الخليجي، وذلك في إطار اتفاقية الدفاع المشترك بين الدول الأعضاء.
خمس آليات لتعزيز الدفاع الخليجي المشترك
وفق البيان الختامي الصادر عن المجلس، تم الاتفاق على:
زيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية عبر القيادة العسكرية الموحدة.
نقل صورة الموقف الجوي لجميع مراكز العمليات في دول المجلس.
تسريع أعمال فريق العمل الخليجي لمنظومة الإنذار المبكر ضد الصواريخ الباليستية.
تحديث الخطط الدفاعية المشتركة بالتنسيق بين القيادة العسكرية الموحدة ولجنة العمليات والتدريب.
تنفيذ تمارين دفاعية مشتركة خلال ثلاثة أشهر تشمل مراكز العمليات الجوية، على أن يليها تمرين ميداني فعلي.
الاعتداء على قطر “اعتداء على دول المجلس كافة”
أكد المجلس أن الاعتداء الإسرائيلي الذي استهدف مقار سكنية في الدوحة، “لا يمكن النظر إليه كحادث معزول”، بل هو بمثابة اعتداء على كل دولة خليجية، مشددا على مبدأ “أمن الخليج كل لا يتجزأ”، ومؤكدا دعم قطر في أي خطوات تتخذها للدفاع عن أراضيها وسيادتها.
كما أشار البيان إلى أن الهجوم الإسرائيلي يتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويعد تحديا مباشرا للجهود الدبلوماسية التي تبذلها قطر، خصوصا في ملف التهدئة في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
البديوي: أمن قطر جزء من أمننا الخليجي
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، إن الاجتماع جاء لتقييم مصادر التهديد المباشرة بعد العدوان الإسرائيلي على قطر، مضيفا:”إن أي اعتداء على قطر هو اعتداء على جميع دول المجلس… والعدوان الإسرائيلي الأخير كشف للعالم مدى تهور السياسات الإسرائيلية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها”.
رئاسة قطرية وتحركات متسارعة
عقد الاجتماع برئاسة الشيخ سعود بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر، وبحضور وزراء الدفاع من جميع دول المجلس. وتم خلاله تفعيل آليات التنسيق العسكري والاستخباراتي، والتأكيد على استمرار المشاورات لتطوير البنية الدفاعية المشتركة.
الهجوم الإسرائيلي على قطر يعد الأول من نوعه، ويأتي في توقيت حساس، حيث تلعب قطر دورا محوريا في جهود الوساطة الإقليمية، بما في ذلك ملف التهدئة في غزة. كما يختبر الاعتداء صلابة المنظومة الأمنية الخليجية، ويعزز الدعوات لتسريع خطوات التكامل الدفاعي بين دول الخليج.










