أعلنت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة السودانية، الجمعة، عن إيقاف مديرة مكتب قناتي “العربية” و”الحدث” في السودان لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها، وذلك على خلفية ما وصفته بـ”تجاوزات مهنية جسيمة ومتكررة” ارتكبت خلال الفترة من 24 ديسمبر 2024م وحتى منتصف سبتمبر الجاري.
وجاء القرار – وفقا لبيان رسمي صادر عن إدارة الإعلام الخارجي – بعد توثيق عدد من المخالفات الإعلامية، شملت نشر معلومات غير دقيقة، والاعتماد على مصادر مجهولة، وتقديم مديرة مكتب قناتي “العربية” و”الحدث” لينا يعقوب محتوى يتضمن تفاصيل عسكرية حساسة دون تحقق، مما اعتبرته الوزارة “تهديدا للأمن الوطني” و”تضليلا للرأي العام”.
حيثيات القرار:
أكد البيان أن الوزارة رصدت على مدى الأشهر الماضية ممارسات إعلامية غير مهنية من قبل مديرة مكتب قناتي “العربية” و”الحدث” لينا يعقوب، رغم منحها فرصا متكررة لتصحيح المسار والتزام المعايير المتعارف عليها. ومن بين المخالفات المذكورة:
نشر تقارير غير دقيقة حول تحركات عسكرية وسيطرة مزعومة لقوات الدعم السريع على مواقع استراتيجية.
تضمين معلومات مفبركة، مثل استهداف مطار بورتسودان بطائرات مسيرة، دون أدلة موثقة.
استخدام تقنيات تمثيلية (بما في ذلك الذكاء الاصطناعي) لتصوير أحداث لم تقع فعليا دون توضيح ذلك.
نشر تقارير ذات طابع تحريضي ضد مؤسسات الدولة والترويج لأجندات سياسية مخالفة لسياسات الدولة الإعلامية.
إجراءات متخذة ضد مديرة مكتب قناتي “العربية” و “الحدث”:
إلغاء التصريح الصحفي الخاص بميرة مكتب قناتي “العربية” و”الحدث” لينا يعقوب.
تحذير رسمي للقناتين “العربية” و”الحدث” بضرورة تصحيح المسار التحريري.
دعوة للمؤسستين لمراجعة آليات التحقق ومصادر المعلومات في تغطية الشأن السوداني.
وأكدت الوزارة أن هذا القرار لا يستهدف القناتين كمؤسسات، بل يتعلق بسلوك المراسلة الفردي، مشددة على ضرورة التمييز بين السياسة التحريرية وخرق المعايير المهنية.
الوزارة: نلتزم بحرية الإعلام ضمن الأطر القانونية
جددت وزارة الإعلام السودانية تأكيدها على احترام حرية الصحافة، لكنها أوضحت أن الحريات الإعلامية يجب أن تمارس ضمن ضوابط مهنية وقانونية تحفظ الأمن القومي، وتمنع نشر الأكاذيب أو التحريض.
كما شددت الوزارة على أن السودان ليس استثناء من القوانين المنظمة لعمل وسائل الإعلام الدولية، وأكدت حرصها على التسهيل للمراسلين شريطة الالتزام بالضوابط المهنية، داعية كافة المؤسسات الإعلامية إلى تقديم تغطيات متوازنة وموضوعية عن الواقع السوداني.
شهدت العلاقات بين السلطات السودانية وبعض المؤسسات الإعلامية الدولية توترات خلال الأشهر الأخيرة، على خلفية تغطيات الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي وصفتها الحكومة بأنها منحازة أو مضللة في بعض الأحيان.
ويأتي القرار في سياق أوسع من تنظيم الساحة الإعلامية المحلية والدولية، ضمن ظروف أمنية حساسة، وتحديات سياسية وعسكرية تواجه البلاد.










