تصاعدت حدة المواجهات العسكرية في مدينة الفاشر، حاضرة إقليم دارفور غرب السودان، مع انتقال المعارك إلى داخل مقر بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي السابقة “يوناميد”، والذي يعد قاعدة رئيسية لقوات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني.
وفي تطور خطير يؤشر إلى تغير موازين القوى داخل المدينة، أعلن كل من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع السيطرة على القاعدة، وسط معارك عنيفة تخللتها ضربات مدفعية وغارات بالطيران المسير.
المواجهات تنتقل إلى “يوناميد”
تعد قاعدة “يوناميد” الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من الفاشر واحدة من أهم النقاط الاستراتيجية، حيث تتمركز فيها غالبية قوات الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، وتضم غرفة القيادة والسيطرة التي تدير العمليات في المدينة.
وقالت مصادر محلية إن المعارك اشتدت أولا داخل مخيم أبو شوك شمال الفاشر، قبل أن تنتقل إلى داخل مقر “يوناميد”، مما أجبر الجيش والحركات على التراجع نحو محيط جامعة الفاشر.
وأكدت صور ومقاطع متداولة على منصات تابعة لقوات الدعم السريع وجود عناصرهم داخل وحول المقر، إلى جانب خنادق، خيام، وسيارات محترقة في محيطه، ما يعزز رواية تقدمهم في المنطقة.
عمليات كر وفر ومعارك شوارع
وفقا لتحليل الموقف الميداني، لا يزال جسر الدرجة الأولى، الرابط بين وسط المدينة ومقر “يوناميد”، يشكل خط تماس ساخن بين الطرفين. فيما تدور معارك متقطعة في أحياء شمالية وجنوبية، في ظل نزوح واسع للسكان من المناطق القريبة من خطوط القتال.
وقال مصدر عسكري بالقوة المشتركة، إن الجيش والمستنفرين تمكنوا من صد الدعم السريع في الجهة الجنوبية، وطردهم من مناطق مثل قشلاق الجيش وحي أولاد الريف حتى حدود سوق المواشي.
في المقابل، نفت مصادر بالجيش أن تكون قوات الدعم السريع قد اقتربت من القيادة العامة وسط المدينة، مشيرة إلى أن الوضع “مطمئن”، مع تنفيذ عمليات نوعية في أحياء النصرات، الشرفة، القبة، وأولاد الريف.
الطيران المسير يدخل بقوة
من جانب آخر، أفادت مصادر عسكرية بأن الطيران المسير التابع للجيش السوداني نفذ غارات مكثفة على حشود الدعم السريع في الشمال، ما أجبرهم على التراجع من أجزاء واسعة من مقر “يوناميد” ومخيم أبو شوك.
وتعتبر السيطرة على هذا المحور حيوية في صد تقدم الدعم السريع نحو قلب المدينة.
الضغط يشتد على الجيش في الفاشر
تأتي هذه التطورات بعد تقدم متسارع للدعم السريع خلال الأسابيع الماضية داخل الفاشر، حيث سيطرت على عدد من الأحياء الشمالية والشرقية، مما زاد من الضغط على قيادة الفرقة السادسة مشاة، وهي القاعدة الرئيسية للجيش في دارفور.
ويسعى الدعم السريع إلى السيطرة الكاملة على الفاشر، باعتبارها آخر معاقل السلطة المركزية في الإقليم، وهو ما ينذر بتحول المدينة إلى ساحة حاسمة في الصراع الممتد منذ أكثر من عامين.
أوضاع إنسانية تزداد تدهورا
أشارت مصادر محلية إلى نزوح واسع من أحياء الشمالية الشرقية للفاشر ومخيم أبشوك، نحو مناطق أقل اشتعالا مثل الدرجة الأولى، أبشوك الحلة، ومحيط جامعة الفاشر، في ظل تدهور متواصل للوضع الإنساني وغياب المساعدات.
ويخشى المراقبون من كارثة إنسانية وشيكة إذا استمرت المعارك على هذا النحو داخل المدينة المكتظة بالمدنيين.










